Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 12-19)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الغيب : كل ما غاب عنا . بذات الصدور : بما في النفوس والضمائر . اللطيف : الرفيق بعباده . الخبير : العالم بظواهر الاشياء وبواطنها . ذلولا : سهلة منقادة يسهل عليكم السير فيها والانتفاع بها وبما فيها . مناكبها : طرقها ونواحيها . النشور : البعث بعد الموت . الأمن : الاطمئنان وعدم الخوف ، وهو اعظم شيء في الوجود . مَن في السماء : يعني ربنا الاعلى . تمور : تهتز وتضطرب . حاصبا : ريحا شديدة فيها حصباء تهلكهم . نذير : هكذا من غير ياء والاصل نذيري ، والمعنى إنذاري وتخويفي . نكير : كذلك هي نكيري بياء ، عذابي . صافّات : باسطاتٍ أجنحتهنّ في الجوّ أثناء الطيران . ويقبضن : يضممنها تارة اخرى . بعد ان أوعدَ الكفارَ بالعذاب في نارِ جهنم ، ووصفَها ذلك الوصفَ المذهل - وعدَ هنا المؤمنين الذين يخشَون ربّهم بالمغفرة والأجرِ الكريم . وهذه طريقةُ القرآن الكريم : الترغيبُ والترهيب ، حتى لا يقنَطَ الانسانُ من رحمة ربه . ثم عادَ الى تهديدِ الكافرين ، وانه تعالى يعلم السرَّ والجَهْرَ لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء ، ويعلَم ما توسوسُ نفسُ الانسان . ثم بعدَ ذلك كله قال { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } كي يذكّرنا دائماً بأنه رؤوفٌ بعباده رحيم . ثم عدّد بعضَ ما أنعم علينا ، فذكر أنه عبَّدَ لنا هذه الأرضَ وذلّلها ، وهيّأها لنا ، فيها منافعُ عديدةٌ من زروع وثمارٍ ومعادن ، وما اعظمَها من نِعم . ثم قال : { فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ } تمتعوا بهذهِ النعمِ ، ثم إلى ربّكم مرجعُكم يومَ القيامة . ففي الآية الكريمة حثٌّ على العمل والكسب في التجارة والزراعة والصناعة ، وجميع انواع العمل ، وفي الحديث : ان عمر بن الخطاب مرّ على قوم فقال لهم : من أنتم ؟ فقالوا : المتوكّلون ، قال : بل أنتم المتواكلون ، انما المتوكلُ رجلٌ ألقى حَبَّه في بطن الأرضِ وتوكّل على الله عز وجل . وجاء في الأثر : " إن الله يحبُّ العبدَ المؤمنَ المحترف " . ثم بيّن الله أن الإنسانَ يجب ان يكون دائماً في خوفٍ ورجاءٍ ، فذكر انه : هل يأمنون ان يحلَّ بهم في الدنيا مثلُ ما حلّ بالمكذّبين من قبلهم ؟ من خسْفٍ عاجلٍ تمورُ به الأرض ، او ريحٍ حاصبٍ تُهلك الحرثَ والنسل ! ؟ ثم ضرب لهم المثلَ بما حلّ بالأمم قبلَهم من ضروب المِحَن والبلاء . { وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ } فأهلكهم وخسَفَ بهم الأرض ، وبعضُهم أغرقَهم ، وبعضُهم أرسلَ عليهم الريحَ الصرصر … ثم بعد ذلك وجّه انظارهم الى باهر قدرته ، وعظيم منّته على عباده ، فطلبَ اليهم ان ينظروا إلى بعض مخلوقاته كالطّير كيف تطير باسطةً أجنحتها في الجو تارةً وتضمّها اخرى ، وذلك كلّه بقدرة الله وتعليمه لها ما هي بحاجة اليه . فبعد هذا كله اعتبِروا يا أيها الجاحدون مما قصَصْنا عليكم ، فهل أنتم آمنون ان ندبِّر بحكمتنا عذاباً نصبّه ونقضي عليكم فلا يبقى منكم احد ! ؟