Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-18)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الحاقة : القيامة ، قال في لسان العرب : سُميت حاقة لأنها تحُق ( بضم الحاء ) كل انسان من خير او شر : ومثلها القارعة : فهي من أسماء يوم القيامة ، سميت قارعة لشدة هولها . وما أدرك : اي شيء أعلمك ما هي ؟ . الطاغية : هي صيحة العذاب والصاعقة التي تأخذ الظالمين . بريحٍ صرصر : ريح باردة مهلكة لها صوت شديد . عاتية : بالغة العنف . سخّرها عليهم : سلطها عليهم . حسوما : تتابعت تلك الايام والليالي واستمرت حتى استأصلتهم . الحسم : القطع . أعجاز نخل خاوية : اصول النخل المقطوعة منذ زمن ، فهي جوفاء فارغة . فهل ترى لهم من باقية : فهل ترى لهم أثرا باقيا ؟ والمؤتفكات : المنقلبات ، وهي قرى قوم لوط . بالخاطئة : بالأعمال الخاطئة الفاحشة . فأخذَهم أخذةً رابية : فأخذهم الله بذنوبهم أخذةً زائدة في الشدة . طغى الماء : زادَ وتجاوز حده وارتفع . حملناكم : حملنا آباءَكم . في الجارية : في السفينة التي تجري على الماء . تذكرة : موعظة . تعيَها : تفهمها وتحفظها . واعية : فاهمة حافظة . حُملت الأرض والجبال : رفعت من اماكنها وازيلت . فدُكتا دَكة واحدة : دُقَّت كلّ منهما وهُدمت . وقعت الواقعة : قامت القيامة . واهية : متداعية . والمَلَك على أرجائها : والملائكة واقفة على نواحيها . { ٱلْحَاقَّةُ مَا ٱلْحَآقَّةُ } . الحاقةُ هي القيامةُ كما بينّا : وهذا الأسلوبُ من الكلام يفيدُ التفخيمَ وتهويلَ الأمر . وهو مع التكرار يُقصد منه التخويفُ من شدائد ذلك اليوم وأهوالِه . { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ } . أي شيء أعلَمَكَ بها أيّها الانسان ! ؟ إنها فوق ما تسمعه وتراه ، وتتصوّره العقول ، فهي خارجة عن دائرةِ علومِ المخلوقات ، لعِظَم شأنها ، ومدى هولها وشدتها . ثم ذكر اللهُ تعالى بعضَ الأمم التي كذّبت ، فنزل بها ما نزل من العذاب ، مثل ثمود وعادٍ الّذين كذبوا بالقيامة ، فأهلكَ اللهُ ثمودَ بالصاعقة كما جَاءَ في سورة فصّلت { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَٱسْتَحَبُّواْ ٱلْعَمَىٰ عَلَى ٱلْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ ٱلْعَذَابِ ٱلْهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [ فصلت : 17 ] ، وهذا معنى الطاغية ، والرجفة كما جاء في سورة الأعراف … واما عادٌ فأهلكهم الله بريحٍ باردة عنيفة ، سلّطها عليهم سبعَ ليالي وثمانيَة أيام متتابعةٌ بلا انقطاع حتى أفناهم ، { فَتَرَى ٱلْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } كأنّهم أصولُ نخلٍ متآكلة الأجواف فارغة ، وأُبيدوا ولم يبقَ منهم أحد . كذلك فرعون وقومه أخذّهم الله بكفرهم . والمؤتفكاتُ أيضاً ، قرى قوم لوط ، لأن الله قَلَبَ تلك القرى فجعل عاليَها سافلَها بسبب خطيئتهم ومعصيتهم . وقد ذكر فرعونَ وقومَ لوطٍ وعاداً وثمود اكثر من مرة . ثم ذكر حادثة الطوفان زمن نوح باختصار . { إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي ٱلْجَارِيَةِ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } . لما حصل الطوفان وارتفع الماء وجاوز حدَّه حتى علا فوق الجبال - حَمَلْنا آباءكم من مؤمني قومِ نوحٍ في السفينة ، وأنجيناهم من الغرق . وذلك لنجعلَ نجاةَ المؤمنين وإغراقَ الكافرين عبرةً لكم وعظة ، وتفهَمَها كل أُذُنٍ حافظةٍ سامعةٍ عن الله فتنتفع بما سمعت . وبعد ان قصّ الله علينا أخبارَ السابقين - شَرَعَ يفصّل لنا أحوال يوم الحاقّة والقيامة والقارعة والواقعة وما يكون فيه من أهوال : فاذا نَفخ الملَكُ النفخة الأولى يكون عندها خرابُ العالم ، فتُزال الأرضُ والجبال عن اماكنها . { فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } . في ذلك اليوم تقوم القيامة ، وتتصدّع السماءُ وتتشقّق ، لأنها تكون ضعيفة واهية . وترى الملائكة واقفةً على جوانبها . { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } . من الملائكة الشِداد الاقوياء . { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } . في ذلك اليوم تُعرضون امام الله وتحاسَبون على كل صغيرة وكبيرة لا يخفى على الله من اموركم شيء … وهذا كله يجري بأمر الله ، لا ندري كيف ومتى يكون ، وكل امور الآخرة مخالفةٌ لأوضاعنا وعقولنا لا ندركها ، فندعُ تفصيلَ ذلك . قراءات : قرأ الجمهور قَبله بفتح القاف وسكون الباء : اي من تقدمه من القرون الماضية . وقرأ ابو عمرو والكسائي : ومن قِبله بكسر القاف وفتح الباء اي ومن عنده من أتباعه . وقرأ الجمهور : لا تخفى منكم خافية بالتاء . وقرأ حمزة والكسائي : لا يخفى بالياء .