Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 130-133)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اخذنا آل فرعون : عاقبناهم وجازيناهم . آل فرعون : قومه وخاصته واعوانه . بالسنين : بالجدب والقحط . بالحسنة ، المراد هنا : الخصب والرخاء ، وبالسيئة : ما يسوؤهم من جدب او مصيبة يطيّروا : يتشاءَموا ، لأن العرب كانت تتوقع الخير والشر من حركة الطير ، فاذا طار من جهة اليمين تيّمنت به ورجتْ الخير والبركة ، واذا طار من الشِمال تشاءمت وتوقعت الشر ، وسموا الشؤم طيرا وطائرا والتشاؤم تطيراً . الطوفان : كثرة المياه وطغيانها وتخريبها الارض والزرع . القُمّل ( بضم القاف وفتح الميم المشددة ) : حشرة صغيرة تلصق بالحيوانات وتؤذيها . وتطلق ايضا على حشرة تقع في الزرع فتأكل السنبلة وهي غَضَّة . والجراد معروف ، وكذلك الضفادع . الدم : الرعافُ يصيب الناس . ولقد عاقبنا فرعونَ وقومه بالجدب والقحط وضيق الميعشة ، بنقص ثمرات الزروع والأشجار … رجاءَ ان ينتبهوا الى ضعفهم وعجزِ ملكهم الجبار أمام قوة الله ، فيتعّظوا ويرجعوا عن ظلمهم ، ويستجيبوا لدعوة موسى عليه السلام . ولكن فرعون واعوانه أخذهم الاغترار بقوّتهم وجبروتهم . كانوا اذا جاءهم الخِصب والرخاء قالوا : نحن المستحقون له لما لنا من الامتياز على الناس . ان اصابهم ما يسوؤهم ، كجدب او مصيبة في الابدان والأرزاق ، قالوا : انما أصابنا هذا الشر بشؤم موسى وقومه . لقد غفلوا عن ظلمهم لقومِ موسى كما غفلوا عن فجورهم فيما بينهم . ألا فلْيعلموا ان ما نزل بهم كان من عند الله ، وبسبب أعمالهم القبيحة ، لا نحساً رافقهم لسوء طالع موسى ومن معه . ولكن أكثرهم لا يعلمون حكمة الله في تصرفه مع خلقه . ثم اخبر الله تعالى عن شدة تمرد فرعون وقومه وعتوِّهم ، وإصراهم على الجحود فقال : { وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا … } . قالوا ذلك لموسى : مهما جئتنا أيها الرجل بانواع الآيات التي تستدل بها على حقيقة دعوتك ، كيما تصرفنا عما نحن عليه من ديننا ، ومن استعباد قومك - فلن نصدّقك او نتّبع رسالتك التي تدّعيها . فأنزل الله عليهم مزيدا من المصائب والنكبات ، بالطوفان الذي يغشى اماكنهم وبالجراد الذي يأكل زروعهم ، وبالقُمّل الذي يُهلك حيواناتهم وسنابل غلّتهم ، وبالضفادع التي تنتشر فتُنَغّص عليهم حياتهم ، وبالدم الذي ينزف منهم ولا يتوقف نزيفه - أصابهم الله بهذه المصائب ، فلم يتأثروا بها . لقد قسَت قلوبهم ، وفسد ضميرهم ، فعتَوا عن الإيمان والرجوع الى الحق ، وأصروا على الذنوب { وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } موغِلين في الإجرام كما هو شأنهم .