Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 127-129)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أتذَرُ موسى : اتتركه . نستحْيِ : نستبقي نساءهم أحياء . بعد ان شاهد فرعون وقومه ما شاهدوا ، من ظهور موسى وغلبتِه وايمان السحرة به ، قال الاشراف الكبراء من القوم ، يا فرعون الجبار ، هل تترك موسى وقومه احرارا آمنين ؟ إنَّ عاقبتهم إن ظلّوا في هذه الديار ان يفسدوا عليك قومك بادخالهم في دينهم ، وعندئذ يظهر لأهل مصر عجزُك وعجز آلهتك . قال فرعون مجيبا للملأ : سنقتل أبناء قوم موسى كلّما تناسلوا ، ونستبقى نساءهم أحياء ، فهن يخدمننا . بذلك لا يكون لهم قوة ، { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } نقهرهم بالغلبة والسلطان . سنظل معهم كما كنّا من قبل ، فلا يقدرون على أذانا ، ولا الافساد في أرضنا . ولما رأى موسى أثر الخوف والجزع في نفوس قومه ، شدّ من عزمهم وطمأنهم ، فقال لهم : أُطلبوا معونة الله وتأييدَه ، واصبِروا ولا تجزعوا . إن الأرض في قَبضة الله ، يجلعها ميراثاً لمن يشاء من عباده ، لا لفرعون . والعاقبةُ الحسنة للّذين يتقون الله ، بالاعتصام به ، والاستمساك بأحكامه . لكن هذه الوصية وتلك النصائح لم تؤثّر في قلوبهم ، ففزعوا من فرعون وقومه ، و { قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } لقد نالَنا الأذى يا موسى ، قبل مجيئك وبعده . وكانوا قبل مجيء موسى مستضعَفين في يد فرعون ، يرهقهم بالضرائب ، ويستخدمهم في القيام بالاعمال الشاقة ، ويقتل ابناءهم ويتسحيي نساءهم . ثم جاء موسة ، لكنه لم يستطع انقاذهم لذلك قالوا : { أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا } . عندئذٍ فتح لهم موسى باب الأمل وقال لهم : { قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ … } . إن رجائي من فضلِ الله ان يُهلك عدوّكم الذي ظلمكم وآذاكم ، ويجعلَكم خلفاءَ في الأرض التي وعدكم إياها ، { فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } . فيعلم سبحانه ما أنتم عاملون بعد هذا التمكين : أتشكرون النعمةَ ام تكفرون ؟ وتصلحون في الارض أم تفسدون ؟ .