Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 187-188)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الساعة : القيامة ، ايان : متى . مرساها : وقت حصولها . يجلِّيها : يظهرها . بغتة : فجأة . حفيّ عنها : عالم بها ، مهتم بالسؤال عنها . بعد أن أرشد اللهُ من كانوا في عصر التنزيل الى النظر والتفكير في اقتارب اجلهم بقوله : { عَسَىۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ } قفّى على ذلك بالإرشاد الى النظر والتفكير في أمر الساعة التي ينتهي بها أجل جميع من على هذه الارض . وقد كانت عقيدة الآخرة والحشْر وما فيها من حساب وجزاء غريبةً عن أهل الجزيرة العربية ، وكانوا يعجبون من الحياة بعد الموت ، ومن البعث للحساب والجزاء . لذلك كله كان التوكيد في القرآن شديداً على عقدية الآخرة . يسألك مشركو مكة يا محمد عن الساعة والقيامة في اي وقت تكون ؟ قل لهم عِلمُ وقتها عند ربي وحده ، لا يكشف الخفاء عنها احد سواه ، فقد ثَقُلت وعظُم هلوها ، وهي لن تأتيكم الا فجأة بلا إشعار ولا انذار . وهم يسألونك هذا ، وكأنك عالِم بها حريصٌ مهتم بالسؤال عنها ، فكرر عليهم الجواب بأن علمها عند الله ، ولكن اكثر الناس لا يدركون الحقائق التي تغيب عنهم . قل لهم أيها الرسول : إني لا أملِك لنفسي جَلْب نفعٍ ولا دفع ضرر الا ما شاء الله ان يقدِّرني عليه . ولو كنت اعلم الغيبَ كما تظنون ، لاستكثرت من كلّ خير ، ولدفعتُ عن نفسي كل سوء . لكن الحقّ أني لست الا نذيراً للناس أجمعين فالذين يؤمنون ينتفعون بما جئت به ، ويذعنون للحق . فالرسول عليه الصلاة والسلام كغيره من الرسل ، بشر لا يدّعي الغيب ، بل إنه مأمور ان يَكِلَ الغيب الى الله ، فذلك من خصائص الألوهية ، أما الرسل فهم عباد مكرّمون لا يشاركون الله في صفاته ولا أفعاله ، وانما اصطفاهم لتبليغ رسالته لعباده ، وجَعَلَهم قدوةً صالحة للناس في العمل لما جاؤا به من هدى وفضيلة .