Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 191-198)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

افتُتحتْ صورة الأعراف بدعوة القرآن إلى دين التوحيد والأمر باتّباع ما انزل الله والنهي عن اتّباع من دونَه ، وتلاه التذكير بنشأة الانسان الاولى في الخلق والتكوين ، والعداوة بينه وبين الشيطان ، ثم اختتمت بهذه المعاني ، وفيها التذكير بالنشأة الاولى والنهي عن الشِرك . والآية ههنا تتساءل : هل يصحّ ان يشركوا مع الله أصناماً لا تقدِر أن تخلُق شيئا من الاشياء ، بل هي أضعف مخلوقاته ! ان الخلق والأمر لله ، هو وحده يخلق كل شيء . ولا تستطيع هذه الاصنام ان تنصر من يعبدونها ، بل حتى ان تردّ الأذى عن نفسها اذا تعدى عليها احد . وإنْ تدْعوا ايها العابدون لغير الله هذه الاصنام طالبين ان ترشدكم الى ما تحبون ، فإنها لن تجيبكم . ان دعاءكم إياها وعدمه سواء ، فهي لا تنفع ولا تضر ، ولا تهدي ولا تهتدي . أما الرب المعبود الذي بيده كل شيء فهو الله . ثم بالغ في الردّ عليهم واثبت أنّها أحط منزلة من الناس ، ووبخهم على عبادة تلك الحجارة والاصنام ، فقال : { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ … } . بل ان هذه الاصنام اقل منكم في الخلق والتكوين ، فهل لهم ارجل يمشون بها ؟ او أيدٍ يدفعون بها الضر عنكم وعنهم ؟ او اعين يبصرون بها ؟ او حتى آذان يسمعون بها ما تطلبون منهم ؟ ليس لهم شيء من ذلك ، فكيف تشركونهم مع الله ؟ وهذ التحدي للمشركين ليبين جهلهم وعجز آلهتهم ، وقد تحداهم في اكثر من آية وبين لهم عجز هذه الآلهة . من ذلك قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ } [ الحج : 73 ] . وبعد ان تحدى المشركين وآلهتهم قال لهم : ان الله هو متولِّي أمري وناصري ، الذي نزّل عليّ القرآن ، وهو وحده الذي ينصر الصالحين من عباده , ثم اكّد هذا التحدي بقوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } وقد تقدم هذا في الآية 192 ، وجاء التكرار ليؤكد ان هذه الأصنام لن تناله بأذى وأنها أعجزُ من أن تنصر أحداً . وبعد ذلك أضاف … وإن تسألوهم الهدايةَ إلى ما فيه خيركم لا يسمعوا سؤالكم ، وإنّك يا محمد لتراهم ينظرون إليك ، وهم في الحقيقة ولا يَرَوْن شيئا ، لأنهم مجرد حجارة وتماثيل لا حياةَ فيها ولا حِسّ .