Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 31-32)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الزنية كل شيء يَزينُ الإنسانَ من لباس طيب وغيره . الاسراف : تجاوز الحد وعدم الاعتدال في المأكل والمشرب وصرفُ الاموال في غير موضعها . في هاتين الايتين تأكيدٌ على ستر العورة ، والتزيُّن والتجمُّل عند كل صلاة : فاللهُ سبحانه بعد أن أمر بالعدل في كل الأمور - أكّد هنا بنداء إلى بني آدم : خُذوا زِينتكم من الثياب الحسنة ، مع الخشوعِ والتقوى عند كل مكان للصلاة ، وفي كل وقتٍ تُؤَدون فيه العبادة . ثم إنه أمَرَنَا بالاعتدال في الأكل والشرب ، وأن لا نتجاوز الحدّ المعقول : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } لأن الإسراف في المطعَم يُضِرّ بالصحة ، والإسراف في المال يؤدّي الى الفقر ، وبذلك يجني المرء على أُسرته ، ومن ثم على وطنِه حين يغدو عالةً على المجتمع . والتزيُّن للعبادة عند كل مسجدٍ وِفق عُرف الناس في تزينّهم في المجتمعات والمحافل ، أمرٌ مطلوب شرعاً ، لكيون المؤمن في أجمل حال عندما يقف بين يدي ربه ، او في أيّ اجتماع . وهو أصلٌ من الأصول الدينيّة والمدنيّة عند المسلمين . وقد كان سبباً في تعليم القبائل البدائية ، والاوساط المتأخرة في إفريقية وغيرها من الامم التي تعيش عراةَ الأجسام رجالا ونساء . وكان هذا من فضل الاسلام ، الذي نقل امما وشعوبا من الوحشية الى الحضارة الراقية . وقد روى النَّسائي وابنُ ماجه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " كُلُوا وشرابوا وتصدَّقوا والبَسوا في غير مَخيِلَةٍ ولا سَرَف ، فإن الله يحبّ ان يرى أثَرَ نِعمه على عبده " . ومعنى " مخيلة " كِبر وإعجاب بالنفس . { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ … } . قل لهم يا محمد ، منكراً عليهم افتراءَ التحليل والتحريم على الله : من الذي حرَّم زينةَ الله التي خلَقها لعباده ؟ ومن الذي حرم الحلالَ الطيبَ من الرزق ؟ وقل لهم : إن الطيّبات نعمةٌ من الله ، ما كان ينبغي ان يتمتع بها إلا الّذين آمنوا في الدنيا ، لأنهم يؤدون حقّها بالشُّكر والطاعة ، لكن رحمةَ الله الواسعة شملتْ جميع عباده الطائعين والعاصين في الدينا اما في الآخرة فسوف تكون النعم خالصة للمؤمنين وحدهم . " روى ابو داود عن ابي الأحوص قال : " اتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبٍ دون ، فقال : ألَكَ مال ؟ قلت : نعم ، قال : من أيّ المال ؟ قلت : قد آتانيَ اللهُ من الإبل والغنم والخيل والرقيق . قال : فإذا آتاك الله فَلْيَرَ أثَرَ نِعمته عليك وكرامته لك " " . { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } . ان هذا التفصيلَ لِحُكم الزينة والطيّبات من الرزق الذي ضلَّ فيه كثير من الأمم والأفراد ، ما بين إفراط وتفريط ، انما جاء في كتابنا هذا أيها الرسول ، لِقومٍ يدركون ان الله وحدَه مالكُ الملك ، بيده التحليل والتحريم . قراءات : قرأ نافع " خالصةٌ " بالرفع ، والباقون " خالصة " بالنصب .