Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 50-51)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إفاضة الماء : صبه ، ثم استعمل في الشيء الكثير . ويقال ( اعطاه غيضاً من فيض ) أي قليلاً من كثير . في هاتين الآيتين مشهد من مشاهد الآخرة بين أصحاب الجنة . فبعد ان بين الله تعالى مقال أهل الجنة لأهل النار ، ومقال أصحاب الاعراف لأهل الجنة - ذكر كيف يستجدي أهلُ النارِ ، بعد ان لفحتهم حرارةُ النار واشتد بهم الظمأ ، من أهل الجنة ان يمنحوهم شيئا مما يتمتعون به من شراب وطعام : فينادونهم قائلين : أفِيضوا علينا بعض الماء ، او أعطونا شيئاً من طيبات المأكل والملبس في الجنة . فيجيبهم اهل الجنة : اننا لا نستطيع ، لان الله تعالى حرّم ماء الجنة ورزقها على الكافرين ، كما حرم عليهم دخولها . وقد وصف أهلُ الجنة الكافرين بأنهم كانوا السببَ في ذلك الحرمان : { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } أي شَغَلتْهم بزخارفها ، وكان دينهم اتّباعَ الهوى والشهوات . لقد ظنّوا أن الحياة الدنيا لا حياةَ غيرها ، فعكفوا على الجانب الماديّ المظلم ، وحرموا انفسهم من الجانب الروحي المشرق . هكذا عاشوا في ظلام المادّة وهم يحسَبون أنهم يُحسِنُون صنعا . وكثيراً ما يضيف القرآن الكريم هذا الوصفَ الى الكفار ويعلن انه سبب نكبتم وسوء مصيرهم . بعد هذا يسمع أهل لنار الحكم الالهي العادل : { فَٱلْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } . فاليوم نعاملهم معاملةَ الشيء المنسِيّ الذي يبحث عنه أحد لقد جَحَدوا بآياتِ الكون فلم تفتّح لها عيونُهم ، ولم تتجه إليها قلوبُهم ، وأعرضوا عن حكم الله وإرشاده . بذلك نسُوا لقاءَ يومهم هذا ، فوقعوا فيما وقعوا فيه .