Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 48-49)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا نداءٌ آخرُ من بعض أصحاب الأعراف لبعض المستكبِرين الّذين كانوا يعتزون في الدنيا بِغِناهم وقوتهم ، ويحتقرون ضعفاءَ المؤمنين لفقرِهم وضعف عصبيتهم . لقد كانوا يزعمون ان من أغناه الله وجعلَه قويّاً في الدينا فهو الذي يكون له نعيمُ الآخرة . فيقولون لهم الآن : ما أفادَكُم جمعُكم الكثيرُ العدد ، ولا استكبارُكم على أهل الحق بسبب عصبيّتكم وغناكم ! ! ها أنتم أذِلاّءُ ترون حالهم وحالكم . ثم وجّه إليهم سؤال توبيخٍ وتأنيب : { أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ؟ } . أهولاء الذين حلفتم في الدنيا أن رحمة الله لن تنالهم ! ها هم قد دخلوا الجنة ، وكانوا من الفائزين . { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } . قال الله تعالى لأصحاب الاعراف بعد أن طال وقوفُهم ، وهم ينظرون إلى الفريقين : ادخُلوا الجنةَ لا خوف عليكم من أمر مستقبلكم ، ولا أنتم تحزنون عن أمرٍ فاتكم . وقد تكلم العلماء في هذا المقام كثيرا ، وتعدّدت الآراء فبعضهم قال إن رجال الأعراف ملائكة ، وبعضهم قال إنهم الانبياء ، او عدول الأُمم الشهداءُ على الناس ، او أهل الفترة ، او هم الّذين تساوت حسناتُهم وسيئاتهم الى غير لك من الأقوال . والذي يجب أن نقفَ عنده هو ان هناك حجاباً بين الجنة والنار ، اللهُ أعلمُ بحقيقته ، لأنه في عالم الآخرة . والمقصودُ ان ذلك الحجاب يحجِز بين الفريقين ، لكنّه لا يمنع من وصول الأصوات وان هناك مكاناً له صفةُ الامتياز والعلوّ ، فيه رجال لهم من المكانة ما يجعلهم مشرِفين على هؤلاءِ وهم ينادون كلّ فريقٍ بما يناسبه … يحيُّون أهل الجنة ، ويبِكّتُون أهل النار . ثم إن أصحاب هذا الحجاب يدخلون الجنة برحمة من الله وفضله .