Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 85-87)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لا تبخسوا الناس : لا تنقصوهم حقوقهم . ولا تفسدوا : الافساد شامل لجميع الجرائم ، والاصلاح : ضده بكل صراط : بكل طريق . توعِدون : تخوفون وتهددون . تصدون : تمنعون . شُعيب نبيُّ من أنبياء العرب ، واسمه في التوراة رعوئيل ، ومعناه : صديقُ الله وقد ذُكر شعيب في القرآن الكريم عشر مرات : في سورة الأعراف ، وسورة هود ، وسورة الشعراء ، وسورة العنكبوت . أما قومُه فهم شعب مَدْيَن بنِ إبراهيم عليه السلام ، وكانت منازلهم في شمال الحجاز على الساحل . وكان اهل مَدْيَن في عيشٍ رغيد لأنهم أهلُ تجارة . وكانوا يعبدون غير الله تعالى ، ويفعلون الشرور ، من ذلك أنهم كانوا يطفّفون المكيالَ والميزان ، ويماكسون الناس في سِلعهم ليشتروها بأبخس الأسعار وكان شعيب ينهاهم عن كل ذلك ويحذّرهم بأسَ الله تعالى ، فأنكروا عليه ما جاء به ولم يستمعوا اليه . ويسمّيه المفسرون خطيبَ الأنبياء ، لحُسن مراجعته لِقومه ، وبراعته في اقامة الحجة عليهم . ومع ذلك فقد مضَوا في غَيّهم ، وتمادَوا في صدّ الناس عنه . { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ } . ولقد أَرسلْنا إلى مَدْيَنَ أخاهم شعيباً قال : يا قوم ، اعبُدوا الله وحده ، قد جاءتكم الحججُ المبينةُ للحقِّ من ربكم مثْبِتَةً رسالتي إليكم . ( ولم تذكر الآية ما هي معجزته ولم يأتِ لها ذِكر في بقية السُوَر التي ذُكرت فيها قصةُ شعيب ) غير أنه كانت هناك بينّة جاءهم بها ، ودعاهم الى توحيد الله كما أمَرَهم بالإصلاح بينهم بالمعاملة العادلة . { فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ … } . لقد أمرهم بإيفاء الكيلِ والميزان إذا باعوا ، ونهاهم عن ان يُنقِصوا حقوق الناس اذا اشتروا منهم . وطلب إليهم ألا يفسِدوا في الأرض الصالحة ، كإفساد الزرع وقطْع الأرحام والمودّة . { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ … } . لا تعترضوا كل طريقٍ من طرق الحق والهداية ، تهدّدون سالكه ، وتمنعون طالبي الخير من الوصول . { وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً } تريدون سلوك الطريق المعوَجّ . تذكَّروا اذ كنتم قليلا فكثّركم الله بما بارك في نَسِلكم ، واشكُروا له ذلك بعبادته وحدَه ، واعتبِروا بعاقبة المفسِدين قبلكم ، وإلا أصابكم مثلُ ما أصابهم . { وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مَّنكُمْ آمَنُواْ … } . واذا كانت طائفة منكم قد آمنت بالحق الذي ارسلتُ به فيما لم تؤمن طائفة ثانية فانتظروا حتى يحكُم الله بين الفريقين . إنه خير من يفصل ، وأَعدلُ من يقضي وهو خير الحاكمين . انتهى الجزء الثامن ، نسأل الله تعالى ان يوفقنا إلى ما فيه رضاه ، وإلى أن يُتِمّ هذا التفسير على أحسن حال ، الهَّم اجعلنا ممن يستمعونَ القولَ فيتبعون أحسنَه .