Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-9)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المزمل : المتلفف بثيابه ومثله المتزمل ، يقال ازَّمَّل وتزمل بثوبه التفّ به وتغطى ، وزمَّل غيره اذا غطاه … رتّلِ القرآن ترتيلا : اقرأه على مهل وبين حروفه بوضوح . قولاً ثقيلا : الوحي وما فيه من كلام عظيم وتكاليف شاقة . ناشئةَ الليل : الاستيقاظ من النوم والقيام للصلاة . أشدّ وطأ : اكثر مشقة . وأقومُ قيلا : أثبتُ قراءة وأصوب ، لحضور القلب وهدوء الاصوات . سَبْحا : تقلبا وتصرفا في مهام امورك ، واشتغالا في امور الرسالة . وتبتَّلْ اليه تبتيلا : انقطع الى الله وأخلص اليه . واتخذْه وكيلا : فوض كل امورك اليه . هذه الآياتُ من أولِ ما نزلَ من الوحي على الرسولِ الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقد روي في الاحاديث الصحيحة أنه لما جاءه جبريلُ وهو في غار حِراء في أول الوحي خافه الرسول ، وظنّ ان به هو مسّاً من الجنّ ، فرجع من غار حِراء مرتعِدا يرجُف فؤادُه ، فقال لأهله : زمِّلوني زملوني ، لقد خشيتُ على نفسي . واخبر خديجةَ الخبر . فنزلت هذه الآياتُ : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ قُمِ ٱلْلَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } . يا أيها المتلفّف بثيابه ، قُم في الليلِ وانشَط للصلاة ، لتستعدَّ للأمرِ الجليل ، وهو تبليغُ دعوة ربّك للناس . ثم بيّن له المقدارَ الذي يصلّيه : نصفَ الليل ، أو أقلَّ من النصف ، او زِدْ عليه بقدْرِ ما تستطيع ، واقرأ القرآن ببيانٍ ووضوحٍ وترتيل … وهذا قبل ان تُفرضَ الصلواتُ الخمس . ثم أخبره تعالى بأنه سيُلقي عليه قرآناً عظيماً فيه تكاليفُ شاقة على المكلَّفين ، فاستعدَّ لهذا الأمر يا محمد . ثم بيّن له بوضوحٍ أن الصلاةَ بالليل والنهوضَ للعبادة شديدُ الوطأة ، ولكنّه أقْوَمُ وأثبتُ لقراءة القرآن ، لِحضورِ القلب ، ولأن الليلَ تهدأ فيه الأصواتُ وتنقطعُ الحركة ، فيكون الذهنُ أجْمَعَ ، والنفسُ أصفَى للتدبُّر والتأمل في أسرار القرآن الكريم . { إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً } ان لك في النهارِ وقتاً طويلاً تَصْرِفه في العملِ والاشتغال بأمور الرسالة ، ففرّغ نفسَك في اللّيل لعبادةِ ربّك . ثم انتقلَ بعد ذلك إلى أمرِ الرسول الكريم بتبليغ الدعوةِ والانقطاعِ لذلك وتفويضِ أموره كلّها إليه : { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } استعنْ على تبليغ دعوتك بذِكر الله ، وانقطعْ إليه في عبادَتِك وأُمورك جميعها . ثم بين له أنه ليس هناك إلا اللهُ وحدَه ، فاتجهْ إليه بالعبادة ، هو مالكُ هذا الكون العجيب الكبير ، { فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } وفوِّض أمورك إليه ، واستمدَّ القوةَ والعون منه لتحملَ العِبء الثقيلَ الذي القي عليك . قراءات : قرأ ابن عامر وابو عمرو : وطاء بكسر الواو وفتح الطاء وبعدها الف . والفعل واطأ يواطئ مواطأة ووطاء . وقرأ الباقون : وطئا بفتح الواو وسكون الطاء . والفعل وطئ وطئا . وقرأ أهل الكوفة غير حفص ويعقوب : رب المشرق ، بكسر الباء . والباقون : رب المشرق برفع الباء .