Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 1-6)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هل أتى : قد أتى ، استفهام معناه التقرير والتأكيد . حين : وقت من الزمن غير محدود . أمشاج : أخلاط واحدها مشج ومشيج . نبتليه : نختبره . هديناه السبيل : بينّا له طريق الخير والشر . أعتدنا : هيأنا ، أعددنا . الأغلال : القيود ، واحدها غل بضم الغين . سعيرا : نارا . الأبرار : الصادقون ، أهل الطاعة والاخلاص . مزاجُها : ما يمزج به . الكافور : شجر من الفصيلة الغاريّة ، يتخذ منه مادة شفافة بلورية الشكل رائحتها عطرية . يخبر الله تعالى عباده في هذه الآيات انه قد مضى على الانسان وقتٌ من الزمن غير معلوم لديه لم يكن شيئا يُذكر ، ولا يعرف . ثم أتبعه بذِكر العناصر الداخلة في تكوين الانسان فقال : { إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } . خلقنا هذا الانسانَ من نطفة فيها أعدادٌ لا تحصى من الحُويّنات التي لا تُرى بالعين المجردة ، وهذه النطفة تختلط ببيضةِ المرأة ، وباتحادِهما يتكون الجنين ، وهاتان النطفتان مخلوقتان من عناصر مختلفة ، وتلك العناصرُ آتيةٌ من النبات والحيوان الداخلَين في طعام الآباء والأمهات ، ومن الماء الذي يشربونه … فهي أخلاط ، كُونت ومزجت وصارت دماً ، فنطفةً ، فعلقة الخ … وقد خلقنا هذا الانسان لِنبتليَه بالتكاليف فيما بعدُ ، ثم أعطيناه السمع والبصر ليتمكن من استماع الآياتِ ومشاهدة الدلائل ، ويعقِل ويفكر . ثم ذكر أنه بعد ان ركّبه من هذه الأخلاط وأعطاه الحواسّ الظاهرة والباطنةَ - بين له سبيل الهدى وسبيل الضلال فقال : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } وبعد أن أعطيناه السمعَ والبصر والعقل ، نصبنا له الدلائل في الأنفس والآفاق ، ليتميز شكرُه من كفره ، وطاعته من معصيته . ثم بين الله تعالى ان الناسَ انقسموا في ذلك فريقين : فريقاً جحدوا ولم يؤمنوا فأعدّ الله لهم عذاباً أليما منه قيود في أعناقهم وأيديهم ، وناراً تشوي الوجوه والاجسام . وفريقَ الأبرار الصادقين في إيمانهم يشربون شراباً لذيذا ممزوجاَ بماءِ الكافور ومن ماءٍ عذْب زلالٍ من عينٍ صافية يجرونها حيث شاؤا ويتمتعون بهذا النعيم المقيم . قراءات قرأ نافع والكسائي وابو بكر : سلاسلاً بالتنوين . والباقون : سلاسل بفتح اللام بغير تنوين .