Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 23-31)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

آثما : فاجرا مجاهرا بالمعاصي . كفورا : مشركا . بكرة وأصيلا : صباحا ومساء . فاسجد له : صلّ له . وسبّحه : تهجّد له . ويذرون وراءهم : لا يهتمون به . يوماً ثقيلا : يوم القيامة . شددنا أسرهم : أَحكمنا خَلقهم . إنا نحن انزلنا عليك يا محمد القرآن من عندنا ، وهو حقٌّ لا ريب فيه لِتذكِّرَ الناسَ بما فيه من الوعد والوعيد ، وتعلّمهم وتهذّبهم ، { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } من مقاساة الشدائد في تبليغ الرسالة ، فان العاقبة والنصر لك . { وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً } أي من المشركين ، مهما أغْرَوْكَ به من متاع الدنيا ، ودُم على ذكر ربك ، فصلّ الصلواتِ في الصباح والمساء ، وأكثِر السجودَ في الليل وتهجّد به وسبّحه ليلاً طويلا مستغرقا في صلواتك ومناجاة ربك . ثم أنكر الله تعالى على الكفار حُبَّ الدنيا والإقبال عليها ، وإهمالَهم الآخرةَ ونسيانها فقال : { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } . إن هؤلاء المشركين يحبون الدنيا وتُعجِبُهم زينَتُها فهم يؤثرونها على الآخرة ، وينسَون ان أمامهم يوماً شديدا فيه الحساب والجزاء . ثم نعى عليهم شِركهم ، وغفلتهم عن طاعة الله فقال : { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً } . نحن خلقناهم وأحكمنا خَلقهم في أحسنِ تقويم ، واذا شئنا اهلكناهم وأتينا بخير منهم بدلاً منهم . ثم ارشد الله تعالى الى ان هذا الذِكر تذكرةٌ وموعظة للناس ، لمن أراد ان يتعظ ويُقبلَ على الله فقال : { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } . ان هذه الآيات بما فيها من ترتيب بديع ، ومعنى لطيف - لهي تذكرة للعقلاء المتبصرين ، فمن شاء اتخذ بالإيمان والتقوى الى ربه طريقا يوصله الى مغفرته وجنّته ، فبابُه مفتوح دائما ، ومغفرته وسعت كل شيء . { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } . وما تشاؤون ان تتخذوا الى الله سبيلا الا ان يشاء الله ، فالأمرُ اليه سبحانه ، والخير والشر بيده ، لا مانع لما أعطى ولا معطيَ لما منع … ان الله عليم بأحوالكم ، حكيم فيما يشاء ويختار ، يُدخل من يشاء في جنته ، فدخولُها بفضله ورحمته . { وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } في الآخرة هو عذاب جهنم وبئس المصير . قراءات قرأ ابن كثير وابو عمرو وابن عامر : وما تشاؤون بالياء ، والباقون وما تشاؤون بالتاء . انتهت سورة الانسان نسأل الله تعالى ان يجعلنا من الأبرار ، والمقربين الأخيار ويجعل سعينا لديه مشكورا .