Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 1-28)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المرسَلات : الملائكة . عُرفا : للعرف والخير . العاصفات : الرياح الشديدة ، عصفت الريح عصفا وعصوفا اشتد هبوبها . الناشرات : تنشر الرياح السحب في الفضاء . فالفارقات : بين الحق والباطل . فالملقيات ذِكرا : الملقيات العلم والحكمة الى الأنبياء . عُذراً او نُذرا : للإعذار والانذار . طمست : محيت وذهب نورها . فُرجت : شقت . نسفت : اقتلعت من اماكنها . أُقتت : عين لها وقت . أُجلت : اخِّرت . ليوم الفصل : يوم القيامة الذي يفصل فيه بين العباد . ماء مهين : نطفة صغيرة . في قرار مكين : في الرحم . الى قدر معلوم : مدة الحمل . فقدرنا : على كل شيء . كفاتا : جامعة للأحياء والأموات . كَفَتَ الشيءَ : ضمه وجمعه . رواسي : جبالا ثوابت . شامخات : مرتفعات . فراتا : عذبا . أقسم اللهُ تعالى بطوائف من الملائكة ، منهم المرسَلون الى الأنبياء بالإحسان والمعروف والخير ليبلغوها للناس ، ومنهم الذين يعصِفون ما سوى الحق ويُبعدونه كما تُبعِد العواصف التراب وغيره ، ومنهم الذين ينشرون آثار رحمة الله في النفوس الحية ، ومنهم الذين يفرقون بين الحق والباطل ، ومنهم الملقونَ العلمَ والحكمة لينذروا الناس . اقسم بكل ما تقدم بأنّ يوم القيامة الذي توعدون به لواقعٌ آتٍ لا ريب فيه . وذلك حين تُمحقُ النجوم ويذهب نورها ، وتتشقق السماءُ ، وتُنسف الجبال ، ويُعيَّن للرسُل الوقت الذي يشهدون فيه على أُممهم . { وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ } ليوم القيامة ، اليوم الذي يكون فيه الفصل بين الخلائق . { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } . ما أعلَمك يا محمد بيوم الفصل وشدّته وهوله ، ما الذي تعرفه عن ذلك اليوم العظيم ؟ { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } . الهلاك والويل في ذلك اليوم للذين كفروا وكذّبوا رسُلَهم . وبعد ان حذّر الكافرين وخوّفهم وأنذَرهم بأن يوم الفصل آتٍ لا ريب فيه ، اردف ذلك بإعلامهم بانه أهلكَ الكفارَ من الأمم الأولين المكذبين . { أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } { ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } . ثم نحن نفعل ذلك بأمثالهم من الآخرين … فاذا سلكتم سبيلهم فستكون عاقبتكم كعاقبتهم ، وستُعذَّبون في الدنيا والآخرة . { كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } . الذين كذّبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، وبكل مجرم كذّب وكفر بالله واليوم الآخر . { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } . هلاك لكل مكذّب وجاحد في ذلك اليوم الشديد . ثم ذكّرهم بجزيل نعمه عليهم في خَلقهم وايجادهم بهذه الصورة الحسنة في أحسن تقويم . { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } . الم نخلقكم أيها الناس من ماءٍ حقير من تلك النطفة ، فجعلنا هذا الماءَ المهينَ في مكان حريز في الرحم ، الى زمنٍ معلوم محدّد ، فقدَرنا على خلْقِه وتصويره في احسن تقويم ، فنعم القادرون والخالقون . { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } بنعمة الله تعالى وبقدرته على كل شيء . وبعد ان ذكّرهم بالنِعم التي أنعم بها عليهم في الأنفس ذكّرهم بما أنعم عليهم في الآفاق فقال : { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً أَحْيَآءً وَأَمْواتاً وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } . ألم نجعل الأرضَ ضامَّةً على ظهرها أحياءً لا يُعدّون ، وفي بطنها امواتا لا يحصرون ، وجعلنا فيها جبالا ثوابت شامخاتٍ عاليات ، وأسقيناكم ماء عذباً سائغا تشربون منه ، وتسقون دوابكم وزروعكم ! ؟ { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } . قراءات : قرأ الجمهور : عُذرا ونُذرا بإسكان الذال فيهما . وقرأ الحرميان وابن عامر وابو بكر : عذرا باسكان الذال ، ونُذُرا بضمها .