Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 29-50)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لا ظليل : لا يقي من الحر . ولا يغني من اللهب : لا يقي الانسان من لهب النار . بشررٍ كالقصر : ان جهنم ترمي بشرر من النار كل واحدة كالقصر الكبير . جمالة : جمال . صفر : لونها أصفر . ظلال : واحدها ظل ، وهي ظلال الاشجار ، والبيوت وغير ذلك ، ويعبر بالظلال عن الرفاهية والنعيم . وعيون : مياه جارية عذبة تسر الناظرين . اركعوا : صلوا . يبين الله تعالى في الآيات من رقم 29 { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } الى رقم 40 ، نوعَ ذلك العذاب الشديد الهائل ، فأخبر تعالى بأنهم يقال لهم : انطلقوا الى ما كنتم به تكذّبون في الدنيا ، الى ظلٍ من دخانِ جهنم ، المتشعبِ لكثرته وتفرقه الى ثلاثِ شعب عظيمة . وهو مع ذلك لا يُظلُّهم ، ولا يمنع عنهم حرَّ اللهب الذي تقذف به جهنم ، حيث ترمي بشررٍ عظيم كل واحدة كالقصر الكبير ، وكأنه جمالٌ صفر تنطلق وتتفرق في أعداد غير محصورة . ثم أتبع ذلك بأن الويلَ للمكذبين بذلك اليوم الذي اقسَم الله تعالى بأنه واقع لا محالة . وهم في ذلك اليوم لا ينطِقون من شدة الدهشة والخوف والحيرة ، ولا يُسمح لهم بالاعتذار فيعتذرون . وكرر أن لهم الويل والهلاك يومئذٍ ، حيث يتم الفصل بين المُحقِّ والمبطِل ويجازَى كل واحد بما يستحق . ثم بين كيف يكون الفصل في ذلك اليوم فقال : { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } لقد جمعنا بينكم وبين من تقدَّمكم من الأمم ، فان كان لكم حيلة في دفع العذاب عنكم فاحتالوا لتخلِّصوا أنفسكم منه ، ولكن هيهات { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } بوعيد الله . ثم بين ما يكون للمؤمنين من السعادة والنعيم والكرامة في ذلك اليوم ، فانهم يكونون في ترفٍ ونعيم ، ويأكلون فواكه مما يشتهون ، فيقال لهم : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدنيا من الصالحات { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } وكما جزينا هؤلاء المتقين ، نجزي أهل الاحسان لطاعتهم وعبادتهم لنا ، فلا نضيع لهم اجرا . { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } . وفي كل هذا تهديد ووعيد … كلوا من لذائذ الدنيا ، واستمتعوا بشهواتها الفانية فان البقاء فيها قليل ، وأنتم مجرمون لا تستحقون التكريم . وهلاكٌ يومئذ للمكذبين ، فهم اذا قيل لهم صلّوا لله واخشَعوا ، لا يُصلّون ولا يخشعون ، بل يصرّون على كفرهم واستكبارهم فالهلاك لهم في ذلك اليوم . ثم ختم السورة بالتعجب من هؤلاء الجاحدين الذين لم يؤمنوا ولم يستجيبوا لنصح الداعي ولم يتبعوا المرسلين ، فقال : { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } اذا لم يؤمنوا بهذه الدلائل والمعجزات ، ولم يستمعوا لهذا القرآن العظيم ، فبأي كلامٍ بعده يصدّقون . قراءات قرأ الجمهور : فقدرنا بفتح الدال من غير تشديد . وقرأ نافع والكسائي : فقدّرنا بتشديد الدال المفتوحة . وقرأ الجمهور : جمالات بكسر الجيم والجمع ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي : جمالة . وقرأ الجمهور : فبأيّ حديث بعده يؤمنون بالياء . وقرأ ابن عامر ويعقوب : تؤمنون بالتاء .