Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 1-14)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

النازعات : الملائكة ، أو الكواكب . غرقاً : بشدة . الناشطات : التي تنشط في اجابة أمر ربها . السابحات : الطائرات في هذا الكون الفسيح كأنها تسبح سبحا . السابقات : المسرعات في أداء ما وكل اليها . المدبّرات : التي تدبر الأمور بإذن الله . ترجُفُ : تضطرب . الراجفة : الارض . الرادفة : السماء . واجفة : خائفة . خاشعة : ذليلة . الحافرة : الحياة الاولى ، يقال رجع الى حافرته : رجع الى طريقته الأولى . النخِرة : البالية . كرّة خاسرة : رجعة يخسَر أصحابها . زجرة واحدة : صيحة واحدة . الساهرة : أرض المحشَر . لقد جاء في القرآن الكريم ضروبٌ من القسَم بالأزمنة والأمكنة وبعض الاشياء ، ولو استعرضْنا جميع ما أقسم الله به لوجدناه إما شيئاً أنكره بعضُ الناس ، أو احتقره لغفْلتِه عن فائدته ، أو ذُهل من موضع العبرة فيه ، ولم ينتبه الى حكمة الله في خَلْقه أو اعتقدَ فيه غيرَ الحق . فاللهُ سبحانه يقسِم به إما لتقرير وجودهِ في عقلِ من يُنكره ، أو تعظيمِ شأنِه في نفسِ من يحتقرُه . فالقسَم بالنجوم ، جاء لأن قوماً يحقّرونها لأنها من جُملة عالَم المادّة ويغفلون عن حكمة الله فيها وما ناطَ بها من المصالح ، وآخرين يعتقدونها آلهة تتصرّف في هذه الأكوان ، فأقسَمَ اللهُ بها على أنها من المخلوقات التي تعرفُها القدرة الإلهية ، وليس فيها شيء من صفات الألوهية . ولقد بدأ اللهُ سبحانه هذه السورة بالحَلْف بأصنافٍ من مخلوقاته ، إظهاراً لإتقان صُنعها وغزارة فوائدها بأن البعثَ حق ، وأن من قَدر على صُنعِ هذا الكونِ وما فيه لهو قادرٌ على إحياء الموتى . فأقسَم بالنازعاتِ ، وهي الملائكةُ التي تنزع أرواح الكافرين بشدّة ؛ والناشطات ، وهي الملائكةُ التي تأخذ أرواحَ المؤمنين بسهولة ويسر ؛ وبالسابحات التي تسبحُ في أجواء هذا الكون الفسيح ، والسابقات وهي التي تسبقُ في أداء ما وُكِلَ إليها وتؤدّيه على أحسن وجه ، والمدبّراتِ أي التي تدبّر الأمورَ بإذن الله وتصرفها بما أودع فيها من خصائص . ويقول بعض المفسّرين إن النازعات والناشطات والسابحات والسابقات والمدبّرات هي الكواكب . ونحن لا نستطيع أن نجزم بشيء من هذه الأقوال لأنها لا تستند الى دليل . { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ … } يومَ تقوم القيامةُ تضطربُ الأرض بمن فيها وترجفُ الأرضُ والجبال … وتتبعها الرادِفةُ ، وهي النَّفخة الثانية ، فتنشقّ السماء وتَنتثِر الكواكب ويقوم الناسُ لربّ العالمين . كما قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [ الزمر : 68 ] . ويكون الناس في ذلكَ اليومِ في ذهولٍ عظيم ، وخوفٍ وهلع ، كما صوّرهم الله بقوله : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } [ الحج : 2 ] . يومئذٍ يرى المرءُ قلوباً مضطربةً قلِقة خائفة { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } ذليلةً من الهلعَ والخوف . ثم يتساءل المجرمون وهم يظنّون أنهم رُدّوا الى حياتهم الأولى : { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } أنحنُ مردودون الى الحياةِ ، عائدون في طريقنا الأُولى ؟ ! وهذا من شدّة ذهولهم ودَهشتهم كيف يرجعون بعد ان كانوا عظاماً بالية ! ثم يعودون إلى رُشدهم فيقولون ( بعد أن يعلموا أنها حياة اخرى ويشعروا بالخسارة ) { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } لم يحسِبوا حسابها ، ولم يقدّموا لها . ثم يأتي الرد الشديد من الله تعالى : { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } لا تستبعِدوا ذلك وتظنّوه عَسيرا علينا ، فإنما هي صَيْحة واحدةٌ ، وهي النفخة الثانية التي يبعثُ الله بها الموتَى ، فإذا الناسُ كلّهم حضورٌ بأرض المحشر . قراءات : قرأ الجمهور : عظاما نخرة بفتح النون وكسر الخاء ، وقرأ حمزة والكسائي وابو بكر : ناخرة بألف بعد النون .