Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 34-46)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الطامة الكبرى : يوم القيامة لشدة اهوالها ولأنها تطمّ على كل أمر هائل . وبُرّزت الجحيم : ظهرت للعيان . آثر : فضّل . المأوى : المستقر . مقام ربه : جلاله وعظمته . نهى النفسَ عن الهوى : استقام وكفّها عن هواها . الساعة : يوم القيامة . أيّان مرساها : متى تقوم وتحصل . إلى ربك منتهاها : عِلمُ حصولها عند الله . لم يلبثوا الا عشية أو ضحاها : عندما يرون يوم القيامة يظنون انهم لم يقيموا إلا عشيةً من النهار أو وقت ضحاه . بعد ان ذكر الله تعالى خَلْقَ السماوات والأرض وما في هذا الكونِ من إبداعِ عجائب الخلق والتكوين ، وبيّن انه قادرٌ على نشر الأموات كما قَدر على خلْقِ هذا الكون العجيب - بيّن هنا صدق ما أوحى به الى نبيّه الكريم من أن ذلك اليوم آت لا ريب فيه . فاذا جاءت الطامّةُ الكبرى في هولها العظيم ، تُعرَضُ الأعمالُ على الناس ، فيتذكر كل امرئ ما عمل . ويُظهِر الله الجحيمَ للعِيان فيراها كل إنسان . ومن ثم يوزَّع الجزاء على العاملين { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } وفضّل متاعها ولذائذَها على ثواب الآخرة ، { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } حيث يجد مستَقرَّه ومأواه ، { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } ، فآمنَ واستقامَ ونهى نفسَه عن هواها { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } ، حيث يجد النعيم الدائم . { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا } . يسألك قومك يا محمد متى وقت الساعة ، ومتى وقوعها ؟ إن هذا ليس من اختصاصِك ، لا أحدَ يعلم عنها شيئاً الا الله ، فلا تشغل نفسَك بهذا الأمر ولا تكلّفْها عناءَ البحث عنه . { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا } إنما أنت رسولٌ مبعوث للانذار والتعليم فدعْ علم ما لم تكلَّف به ، واعمل ما أُمرت به . { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } [ لقمان : 34 ] ، { إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ } [ الأعراف : 187 ] . { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } ان يوم القيامة آت لا ريب فيه ، ويوم يراه هؤلاء المكذبون يحسبون أنهم لم يلبثوا في الدنيا الا مقدارَ عشية يوم أو ضحاه ، فما أقصرَ هذه الحياة التي يتقاتل عليها الناس ويلهثون وراءها !