Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 58-59)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يلمزك : يعيبك ويطعن بك في وجهك . حسبنا الله : يكفينا الله . الى الله راغبون : محبّون ضارعون . { وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ } . لا يزال الحديث في مساوئ المنافقين . فبعض هؤلاء المنافقين يعيبك أيها الرسول ، ويطعن عليك في قِسمة الصدَقات والغنائم . اذ يزعمون أنك تُحابي فيها … تؤتي من تشاء من الأقارب ، واهلِ المودّة ، ولا تراعي العدْل ، فإن أعطيتَهُم ما يرغبون رضوا عن عملِك وإلا فإنهم يَسْخَطون ويغضبون . روى البخاري ومسلم عن ابي سعيد الخدري قال : " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يَقْسِم مالاً إذ جاءه حرقوص بن زهير ذو الخُويصِرةَ التميميّ ، فقال : اعدِلْ يا رسول الله فقال : ويلَك ، ومن يعدِل اذا لم أعدِلْ ! ؟ فقال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه : دعني يا رسول الله أضرِب عنقه ، فقال رسول الله : دعه " . الحديث . وهناك عدة روايات تدل على ان اشخاصاً من المنافقين قالوا ذلك لأنّهم لم يأخذوا من الصدقات ، فنزلت فيهم هذه الآية . ثم يبين الله تعالى ما هو الألْيَقُ بالانسان ، وهو الرضا بِقِسمة الله ورسوله ، والقناعةُ والاكتفاء بالله ، والرجاء في فضله ، فقال : { وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ } . ولو ان هؤلاء المنافقين الذين عابوك في قِسمة الصدَقات ، رضوا بما قَسَمَ اللهُ لهم ، وهو ما اعطاهم رسول الله ، وطابت نفوسهم به - وان قَلَّ - وقالوا : كفنا حُكم الله ، وسيرزقُنا من فضله ، لأن فضلَه لا ينقطع ، ورسولُه لا يبخَس أحداً وإنّا إلى طاعة الله وإحسانه راغبون ، لو فعلوا ذلك - لكان خيراً لهم من الطمع . والخلاصة : انهم لو رضوا من الله بنِعمته ، ومن الرسول بقِسمته ، لكان في ذلك الخير كل الخير لهم . قراءات : قرا يعقوب : " يلمزك " بضم الياء وقرأ ابن كثير : " يلامزك " .