Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 94-96)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عالم الغيب : كل ما غاب عنا علمه . والشهادة : ما نشهده ونعرفه . اذا انقلبتم اليهم : اذا رجعتم اليهم . رجس : قذر يجب تجنبه . { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ } . سعيتذرُ إليكم أيها المؤمنون المجاهدون هؤلاء المتخلِّفون المقصّرون ، عند رجوعكم من ميدان الجهاد . { قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ } . قل لهم أيها الرسول : لا تعتذِروا ، فإنّا لن نصدّقكم . ثم بيّن الله السببَ في عدمٍ تصديقهم فقال : { قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ } . فالله قد كشف حقيقةَ نفوسِكم وأوحى الى نبيّه بعض أخباركم التي تُسِرّونها في ضمائركم . { وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . وسيرى اللهُ عملَكم ورسوله فيما بعد ، ثم يكون مصيرُكم بعد الحياةِ الدنيا الى الله الذي يَعلم ما تكتُمون وما تُظهرون ، فيُخبرك بما كنتم تعلمون ، ويجازيكم عليه . ثم أكد ما سبق من نفاقهم بقوله : { سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ } . سيؤكدون لكم اعتذارَهم بما يحلِفون بالله لكم من الأيمان الكاذبة بأنهم صادقون في معاذيرِهم ، إذا رجعتم من سفرِكم في غزوة تبوك ، لكي يُرضوكم فَتغْفلوا عن عملهم … لا تحقِّقوا لهم هذا الغرض . { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ } . فاجتنِبو وامقُتوهم . روى مقاتل أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال حين قدِم المدينة " لا تُجالسوهم ولا تكلّموهم ، إنهم رجس " فهم في أشد درجات الخبث النفسي والكفر . { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } . ومصيرهم إلى جهنم ، عقاباً على ما اقترفوه من نفقا وكذب . ثم ذاد في تأكيد نفاقهم فقال : " يحلِفون لكم لتَرضوا عنهم " أي إنهم سوف يحلفون لكم طمعاً في رضاكم عنهم ، لتُعاملوهم معاملة المسلمين . { فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } . فان خُدعتم بأيمانهم ورضيتُم عنهم ، فإن هذا لا ينفعُهم ، لأن الله ساخطٌ عليهم لِفسْقِهم ونفاقهم ، وخروجهم على الدين . روي عن ابن عباس ان هذه الآيات نزلت في الجدّ بن قيس بن قشير واصحابه . من المنافقين ، وكانوا ثمانين رجلاً امر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين لَمّا رجعوا الى المدينة أن لا يجالسوهم لا يكلّموهم . وهكذا قرر الله العلاقات النهائية بين المسلمين والمنافقين ، كما قررها من قبل بين المسلمين والمشركين ، وبين اهل الكتاب والمسلمين ، وكانت هذه السورة العظيمة هي الحكم النهائي الأخير .