Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 31-33)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية إلاهيته ، فقال تعالى { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } أي من ذا الذي ينزل من السماء ماء المطر ، فيشق الأرض شقاً بقدرته ومشيئته ، فيخرج منها { حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَآئِقَ غُلْباً وَفَـٰكِهَةً وَأَبّاً } عبس27 - 31 أإله مع الله ؟ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّه { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ } الملك 21 وقوله { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَـٰر } أي الذي وهبكم هذه القوة السامعة ، والقوة الباصرة ، ولو شاء لذهب بها ، ولسلبكم إياها كقوله تعالى { قُلْ هُوَ ٱلَّذِىۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَـٰرَ } الملك 23 الآية . وقال { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَـٰرَكُمْ } الأنعام 46 الآية ، وقوله { وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَىِّ } أي بقدرته العظيمة ، ومنته العميمة ، وقد تقدم ذكر الخلاف في ذلك ، وأن الآية عامة لذلك كله ، وقوله { وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } أي من بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه ، وهو المتصرف الحاكم الذي لا معقب لحكمه ، ولا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون { يَسْأَلُهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } الرحمن 29 فالملك كله العلوي والسفلي وما فيهما من ملائكة وإنس وجان فقيرون إليه ، عبيد له خاضعون لديه { فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ } أي وهم يعلمون ذلك ويعترفون به . { فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } أي أفلا تخافون منه أن تعبدوا معه غيره بآرائكم وجهلكم ؟ وقوله { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ } الآية ، أي فهذا الذي اعترفتم بأنه فاعل ذلك كله هو ربكم وإلهكم الحق الذي يستحق أن يفرد بالعبادة { فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ } أي فكل معبود سواه باطل ، لا إله إلا هو واحد لا شريك له { فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } أي فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة ما سواه ، وأنتم تعلمون أنه الرب الذي خلق كل شيء والمتصرف في كل شيء ؟ وقوله { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ } الآية ، أي كما كفر هؤلاء المشركون ، واستمروا على شركهم وعبادتهم مع الله غيره ، مع أنهم يعترفون بأنه الخالق المتصرف في الملك وحده ، الذي بعث رسله بتوحيده ، فلهذا حقت عليهم كلمة الله أنهم أشقياء من ساكني النار كقوله { قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } الزمر 71 .