Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 41-44)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وإن كذبك هؤلاء المشركون ، فتبرأ منهم ومن عملهم { فَقُل لِّى عَمَلِى وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ } كقوله تعالى { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } الكافرون1 - 2 إلى آخرها ، وقال إبراهيم الخليل وأتباعه لقومهم المشركين { لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } الممتحنة 4 الآية ، وقوله { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } أي يسمعون كلامك الحسن ، والقرآن العظيم ، والأحاديث الصحيحة الفصيحة النافعة في القلوب والأديان والأبدان ، وفي هذا كفاية عظيمة ، ولكن ليس ذلك إليك ، ولا إليهم ، فإنك لا تقدر على إسماع الأصم ، وهو الأطرش ، فكذلك لا تقدر على هداية هؤلاء إلا أن يشاء الله { وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ } أي ينظرون إليك وإلى ما أعطاك الله من التؤدة والسمت الحسن والخلق العظيم ، والدلالة الظاهرة على نبوتك لأولي البصائر والنهى ، وهؤلاء ينظرون كما ينظر غيرهم ، ولا يحصل لهم من الهداية شيء كما يحصل لغيرهم ، بل المؤمنون ينظرون إليك بعين الوقار ، وهؤلاء الكفار ينظرون إليك بعين الاحتقار { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } الفرقان 41 الآية . ثم أخبر تعالى أنه لا يظلم أحداً شيئاً ، وإن كان قد هدى به من هدى ، وبصر به من العمى ، وفتح به أعيناً عمياً ، وآذاناً صماً ، وقلوباً غلفاً ، وأضل به عن الإيمان آخرين ، فهو الحاكم المتصرف في ملكه بما يشاء ، الذي لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون لعلمه وحكمته وعدله ، ولهذا قال تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } وفي الحديث عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً ، فلا تظالموا - إلى أن قال في آخره - يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " رواه مسلم بطوله .