Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 102-104)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم لما قص عليه نبأ إِخوة يوسف ، وكيف رفعه الله عليهم ، وجعل له العاقبة والنصر ، والملك والحكم ، مع ما أرادوا به من السوء والهلاك والإعدام هذا وأمثاله يا محمد من أخبار الغيوب السابقة { نُوحِيهِ إِلَيْكَ } ونعلمك به يا محمد لما فيه من العبرة لك ، والاتعاظ لمن خالفك { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } حاضراً عندهم ، ولا مشاهداً لهم { إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ } أي على إِلقائه في الجب { وَهُمْ يَمْكُرُونَ } به ، ولكنا أعلمناك به وحياً إِليك ، وإِنزالاً عليك كقوله { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلَـٰمَهُمْ } القصص 46 الآية ، وقال تعالى { وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِىِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ } آل عمران 44 الآية ، إِلى قوله { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } القصص 46 الآية ، وقال { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِىۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } القصص 45 الآية ، وقال { مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَـَلإِ ٱلأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ إِن يُوحَىٰ إِلَىَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } ص69 - 70 يقول تعالى إِنه رسوله ، وإِنه قد أطلعه على أنباء ما قد سبق مما فيه عبرة للناس ، ونجاة لهم في دينهم ودنياهم ، ومع هذا ما آمن أكثر الناس ، ولهذا قال { وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } وقال { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } الأنعام 116 كقوله { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } الشعراء 8 إلى غير ذلك من الآيات . وقوله { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ } أي ما تسألهم يا محمد على هذا النصح والدعاء إِلى الخير والرشد من أجر ، أي من جُعالة ولا أجرة على ذلك ، بل تفعله ابتغاء وجه الله ، ونصحاً لخلقه ، { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَـٰلَمِينَ } يتذكرون به ، ويهتدون وينجون به في الدنيا والآخرة .