Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 23-23)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن امرأة العزيز التي كان يوسف في بيتها بمصر ، وقد أوصاها زوجها به وبإكرامه ، فراودته عن نفسه ، أي حاولته على نفسه ، ودعته إليها ، وذلك انها أحبته حباً شديداً لجماله وحسنه وبهائه ، فحملها ذلك على أن تجملت له ، وغلقت عليه الأبواب ، ودعته إلى نفسها ، { وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ } فامتنع من ذلك أشد الامتناع ، و { قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُ رَبِّىۤ أَحْسَنَ مَثْوَاىَّ } وكانوا يطلقون الرب على السيد الكبير ، أي إن بعلك ربي أحسن مثواي ، أي منزلي ، وأحسن إلي ، فلا أقابله بالفاحشة في أهله { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } ، قال ذلك مجاهد والسدي ومحمد بن إسحاق وغيرهم . وقد اختلف القراء في قوله { هَيْتَ لَكَ } فقرأه كثيرون بفتح الهاء وإسكان الياء وفتح التاء ، وقال ابن عباس ومجاهد وغير واحد معناه أنها تدعوه إلى نفسها . وقال علي بن أبي طلحة والعوفي عن ابن عباس هيت لك ، تقول هلم لك ، وكذا قال زر بن حبيش وعكرمة والحسن وقتادة . قال عمرو بن عبيد عن الحسن وهي كلمة بالسريانية ، أي عليك . وقال السدي هيت لك ، أي هلم لك ، وهي بالقبطية . وقال مجاهد هي لغة عربية تدعوه بها . وقال البخاري وقال عكرمة هيت لك ، أي هلم لك بالحورانية . وهكذا ذكره معلقاً . وقد أسنده الإمام جعفر بن جرير حدثني أحمد بن سُهَيْل الواسطي ، حدثنا قرة بن عيسى ، حدثنا النضر بن عربي الجزري عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله { هَيْتَ لَكَ } قال هلم لك ، قال هي بالحورانية ، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام وكان الكسائي يحكي هذه القراءة ، يعني هيت لك ، ويقول هي لغة لأهل حوران وقعت إلى أهل الحجاز ، ومعناها تعال . وقال أبو عبيدة سألت شيخاً عالماً من أهل حوران ، فذكر أنها لغتهم يعرفها ، واستشهد الإمام ابن جرير على هذه القراءة بقول الشاعر لعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه @ أَبْلِغْ أميرَ المُؤْمِنـ ـينَ أخا العِراق إذا أتينا إنَّ العراقَ وأهلَهُ عُنُقٌ إليكَ فَهَيْتَ هَيْتا @@ يقول فتعال واقترب ، وقرأ ذلك آخرون هئت لك ، بكسر الهاء والهمزة وضم التاء ، بمعنى تهيأت لك ، من قول القائل هئت بالأمر أهيء هئة ، وممن روي عنه هذه القراءة ابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو وائل وعكرمة وقتادة ، وكلهم يفسرها بمعنى تهيأت لك . قال ابن جرير وكان أبو عمرو والكسائي ينكران هذه القراءة ، وقرأ عبد الله بن إسحاق هيت ، بفتح الهاء وكسر التاء ، وهي غريبة ، وقرأ آخرون منهم عامة أهل المدينة هيت ، بفتح الهاء وضم التاء ، وأنشد قول الشاعر @ لَيْسَ قَوْمي بالأَبْعَدين إذا ما قالَ داعٍ مِنَ العشيرةِ هَيْتُ @@ قال عبد الرزاق أنبأنا الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال قال ابن مسعود - وقد سمع القراء - سمعتهم متقاربين ، فاقرؤوا كما علمتم ، وإياكم والتنطع والاختلاف ، وإنما هو كقول أحدكم هلم ، وتعال . ثم قرأ عبد الله هَيْتَ لك ، فقال يا أبا عبد الرحمن إن ناساً يقرؤونها هيتُ . قال عبد الله أن أقرأها كما علمت أحبُّ إليّ . وقال ابن جرير حدثني ابن وكيع ، حدثنا ابن عيينة عن منصور ، عن أبي وائل ، قال قال عبد الله هَيْتَ لك ، فقال له مسروق إن ناساً يقرؤونها هَيْتُ لك ، فقال دعوني فإني أقرأ كما أُقْرِئْتُ ، أحبُّ إليّ ، وقال أيضاً حدثني المثنى ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا شعبة عن شقيق ، عن ابن مسعود ، قال هَيْتَ لك ، بنصب الهاء والتاء ، وبلا همز . وقال آخرون " هِيْتُ لك " ، بكسر الهاء ، وإسكان الياء ، وضم التاء . قال أبو عبيد معمر بن المثنى هَيْتَ لا تثنى ، ولا تجمع ، ولا تؤنث ، بل يخاطب الجميع بلفظ واحد ، فيقال هيتَ لك ، وهيتَ لكم ، وهيتَ لكما ، وهيت لكن ، وهيتَ لهن .