Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 21-22)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى بألطافه بيوسف عليه السلام أنه قيض له الذي اشتراه من مصر حتى اعتنى به وأكرمه ، وأوصى أهله به ، وتوسم فيه الخير والصلاح ، فقال لامرأته { أَكْرِمِى مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } وكان الذي اشتراه من مصر عزيزها ، وهو الوزير بها . حدثنا العوفي عن ابن عباس وكان اسمه قطفير ، وقال محمد بن إسحاق اسمه إطفير بن روحيب ، وهو العزيز ، وكان على خزائن مصر ، وكان الملك يومئذ الريان بن الوليد رجل من العماليق ، قال واسم امرأته راعيل بنت رعائيل ، وقال غيره اسمها زليخا ، وقال محمد بن إسحاق أيضاً عن محمد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس كان الذي باعه بمصر مالك بن ذعر بن قُريب بن عنقا بن مديان بن إبراهيم ، فالله أعلم . وقال أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود أنه قال أفرس الناس ثلاثة عزيز مصر حين قال لامرأته { أَكْرِمِى مَثْوَاهُ } ، والمرأة التي قالت لأبيها { يٰأَبَتِ ٱسْتَأْجِرْهُ } القصص 26 الآية ، وأبو بكر الصديق حين استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنهما . يقول تعالى كما أنقذنا يوسف من إخوته ، { وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِى ٱلأَرْضِ } يعني بلاد مصر { وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } . قال مجاهد والسدي هو تعبير الرؤيا { وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ } أي إذا أراد شيئاً ، فلا يرد ولا يمانع ولا يخالف ، بل هو الغالب لما سواه . قال سعيد بن جبير في قوله { وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ } أي فعال لما يشاء . وقوله { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } يقول لا يدرون حكمته في خلقه وتلطفه وفعله لما يريد ، وقوله { وَلَمَّا بَلَغَ } أي يوسف عليه السلام { أَشُدَّهُ } أي استكمل عقله وتم خلقه { آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا } يعني النبوة أنه حباه بها بين أولئك الأقوام { وَكَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } أي إنه كان محسناً في عمله ، عاملاً بطاعة الله تعالى ، وقد اختلف في مقدار المدة التي بلغ فيها أشده ، فقال ابن عباس ومجاهد وقتادة ثلاث وثلاثون سنة . وعن ابن عباس بضع وثلاثون . وقال الضحاك عشرون ، وقال الحسن أربعون سنة . وقال عكرمة خمس وعشرون سنة . وقال السدي ثلاثون سنة . وقال سعيد ابن جبير ثماني عشرة سنة . وقال الإمام مالك وربيعة بن زيد بن أسلم والشعبي الأشد الحلم ، وقيل غير ذلك ، والله أعلم .