Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-26)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله { مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً } شهادة أن لا إله إلا الله { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } وهو المؤمن ، { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } يقول لا إله إلا الله في قلب المؤمن ، { وَفَرْعُهَا فِى ٱلسَّمَآءِ } يقول يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء ، وهكذا قال الضحاك وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغير واحد إن ذلك عبارة عن عمل المؤمن ، وقوله الطيب ، وعمله الصالح ، وإن المؤمن كشجرة من النخل ، لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت وصباح ومساء ، وهكذا رواه السدي عن مرة عن ابن مسعود قال هي النخلة ، وشعبة عن معاوية بن قرة عن أنس هي النخلة . وحماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقناع بسر ، فقرأ { مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } قال هي " النخلة " وروي من هذا الوجه ومن غيره عن أنس موقوفاً ، وكذا نص عليه مسروق ومجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير والضحاك وقتادة وغيرهم . وقال البخاري حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة ، عن عبيد الله عن نافع ، عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أخبروني عن شجرة تشبه أو كالرجل المسلم لا يتحات ورقها صيفاً ولا شتاء ، وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها " قال ابن عمر فوقع في نفسي أنها النخلة ، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان ، فكرهت أن أتكلم ، فلما لم يقولوا شيئاً ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي النخلة " ، فلما قمنا ، قلت لعمر يا أبتاه والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة . قال ما منعك أن تتكلم ؟ قلت لم أركم تتكلمون ، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئاً ، قال عمر لأن تكون قلتها أحب إليَّ من كذا وكذا . وقال أحمد حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد صحبت ابن عمر إلى المدينة ، فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً ، واحداً ، قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بُجمَّار ، فقال " من الشجر شجرة مثلها مثل الرجل المسلم " فأردت أن أقول هي النخلة ، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم فسكتُّ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي النخلة " ، أخرجاه . وقال مالك وعبد العزيز عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه " إن من الشجر شجرة لا يطرح ورقها مثل المؤمن " قال فوقع الناسُ في شجر البوادي ، ووقع في قلبي أنها النخلة ، فاستحييت حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هي النخلة " ، أخرجاه أيضاً . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبان ، يعني ابن زيد العطار ، حدثنا قتادة أن رجلاً قال يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، فقال " أرأيت لو عمد إلى متاع الدنيا ، فركب بعضه على بعض ، أكان يبلغ السماء ؟ أفلا أخبرك بعمل أصله في الأرض وفرعه في السماء ؟ " قال ما هو يا رسول الله ؟ قال " تقول لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، عشر مرات في دبر كل صلاة ، فذاك أصله في الأرض وفرعه في السماء " وعن ابن عباس { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } قال هي شجرة في الجنة . وقوله { تُؤْتِىۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } قيل غدوة وعشياً ، وقيل كل شهر . وقيل كل شهرين . وقيل كل ستة أشهر . وقيل كل سبعة أشهر . وقيل كل سنة ، والظاهر من السياق أن المؤمن مثله كمثل شجرة لا يزال يوجد منها ثمر في كل وقت من صيف أو شتاء ، أو ليل أو نهار ، كذلك المؤمن لا يزال يرفع له عمل صالح آناء الليل وأطراف النهار في كل وقت وحين { بِإِذْنِ رَبِّهَا } أي كاملاً حسناً كثيراً طيباً مباركاً { وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } . وقوله تعالى { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } هذا مثل كفر الكافر ، لا أصل له ولا ثبات ، مشبه بشجرة الحنظل ، ويقال لها الشريان ، رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك أنها شجرة الحنظل . وقال أبو بكر البزار الحافظ حدثنا يحيى بن محمد بن السكن ، حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع ، حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس ، أحسبه رفعه ، قال { مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } قال هي النخلة ، { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } قال هي الشريان ، ثم رواه عن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة ، عن معاوية عن أنس موقوفاً . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، هو ابن سلمة ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } هي الحنظلة " فأخبرت بذلك أبا العالية ، فقال هكذا كنا نسمع . ورواه ابن جرير من حديث حماد بن سلمة به . ورواه أبو يعلى في مسنده بأبسط من هذا ، فقال حدثنا غسان عن حماد عن شعيب ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقناع عليه بسر ، فقال { مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى ٱلسَّمَآءِ تُؤْتِىۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } فقال " هي النخلة " { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } قال " هي الحنظل " قال شعيب فأخبرت بذلك أبا العالية ، فقال كذلك كنا نسمع . وقوله { ٱجْتُثَّتْ } أي استؤصلت { مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } أي لا أصل لها ولا ثبات ، كذلك الكفر ، لا أصل له ولافرع ، ولا يصعد للكافر عمل ، ولا يتقبل منه شيء .