Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 27-27)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال البخاري حدثنا أبو الوليد ، حدثنا شعبة ، أخبرني علقمة بن مرثد قال سمعت سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " المسلم إذا سئل في القبر ، شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، فذلك قوله { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ } " ورواه مسلم أيضاً وبقية الجماعة كلهم من حديث شعبة به . وقال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ، ولما يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به الأرض ، فرفع رأسه فقال " استعيذوا بالله من عذاب القبر " مرتين أو ثلاثاً ، ثم قال " إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مدّ البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل ، كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها ، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها ، يعني على ملأ من الملائكة ، إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ، فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة ، فيقول الله اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقولان له ما دينك ؟ فيقول ديني الإسلام ، فيقولان له ما هذا الرجل الذين بعث فيكم ؟ فيقول هو رسول الله ، فيقولان له وما علمك ؟ فيقول قرأت كتاب الله ، فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، ويأتيه رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير ، فيقول أنا عملك الصالح ، فيقول رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي - قال - وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء سود الوجوه ، معهم المسوح ، فجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت ، فيجلس عند رأسه ، فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول ، فيأخذها ، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولون فلان بن فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له ، فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِى سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } فيقول الله اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحاً ثم قرأ { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرِّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ } فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ويقولان له من ربك ؟ فيقول هاه هاه لا أدري ، فيقولان له ما دينك ؟ فيقول هاه هاه لا أدري ، فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي ، فأفرشوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول أبشر بالذي يسوءك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول ومن أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر ، فيقول أنا عملك الخبيث ، فيقول رب لا تقم الساعة " ورواه أبو داود من حديث الأعمش ، والنسائي وابن ماجه من حديث المنهال بن عمرو به . وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر عن يونس بن حبيب عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة ، فذكر نحوه ، وفيه " فإذا خرجت روحه ، صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وفتحت أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله عز وجل أن يعرج بروحه من قبلهم " ، وفي آخره " ثم يقيض له أعمى أصم أبكم ، وفي يده مرزبة ، لو ضرب بها جبل ، لكان تراباً ، فيضربه ضربة ، فيصير تراباً ، ثم يعيده الله عز وجل كما كان ، فيضربه ضربة أخرى ، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين " قال البراء " ثم يفتح له باب إلى النار ، ويمهد له من فرش النار " وقال سفيان الثوري عن أبيه ، عن خيثمة عن البراء في قوله تعالى { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ } قال عذاب القبر . وقال المسعودي عن عبد الله بن مخارق عن أبيه عن عبد الله قال إن المؤمن إذا مات ، أجلس في قبره ، فيقال له ما ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ فيثبته الله ، فيقول ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم وقرأ عبد الله { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ } . وقال الإمام عبد بن حميد رحمه الله في مسنده حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة ، حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن العبد إذا وضع في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، وإنه ليسمع قرع نعالهم ، فيأتيه ملكان ، فيقعدانه ، فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال فيقال له انظر إلى مقعدك من النار ، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة " ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " فيراهما جميعاً " ، قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ، ويملأ عليه خضراً إلى يوم القيامة ، رواه مسلم عن عبد بن حميد ، وأخرجه النسائي من حديث يونس بن محمد المؤدب به . وقال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير أنه سأل جابر بن عبد الله عن فتاني القبر ، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فإذا أدخل المؤمن قبره ، وتولى عنه أصحابه ، جاءه ملك شديد الانتهار ، فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فأما المؤمن فيقول إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبده ، فيقول له الملك انظر إلى مقعدك الذي كان لك في النار ، قد أنجاك الله منه ، وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة ، فيراهما كليهما ، فيقول المؤمن دعوني أبشر أهلي ، فيقال له اسكن ، وأما المنافق ، فيقعد إذا تولى عنه أهله ، فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدري ، أقول كما يقول الناس ، فيقال له لا دريت ، هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة قد أبدلت مكانه مقعدك من النار " قال جابر فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " يبعث كل عبد في القبر على ما مات ، المؤمن على إيمانه ، والمنافق على نفاقه " إسناده صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه . وقال الإمام أحمد حدثنا أبو عامر ، حدثنا عباد بن راشد عن داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فإذا الإنسان دفن ، وتفرق عنه أصحابه ، جاءه ملك في يده مطراق من حديد ، فأقعده ، فقال ما تقول في هذا الرجل ؟ فإن كان مؤمناً قال أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقول له صدقت ، ثم يفتح له باباً إلى النار ، فيقول كان هذا منزلك لو كفرت بربك ، فأما إذ آمنت ، فهذا منزلك ، فيفتح له باباً إلى الجنة ، فيريد أن ينهض إليه ، فيقول له اسكن ، ويفسح له في قبره ، وإن كان كافراً أو منافقاً ، فيقول له ما تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئاً ، فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ، ثم يفتح له باباً إلى الجنة ، فيقول له هذا منزلك لو آمنت بربك ، فأما إذ كفرت به ، فإن الله عز وجل أبدلك به هذا ، فيفتح له باباً إلى النار ، ثم يقمعه قمعة بالمطراق ، فيصيح صيحة يسمعها خلق الله عز وجل كلهم غير الثقلين " ، فقال بعض القوم يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ } وهذا أيضاً إسناد لا بأس به ، فإن عباد بن راشد التميمي روى له البخاري مقروناً ، ولكن ضعفه بعضهم . وقال الإمام أحمد حدثنا حسين بن محمد عن ابن أبي ذئب ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الميت تحضره الملائكة ، فإذا كان الرجل الصالح ، قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان . قال فلا يزال يقال لها ذلك ، حتى تخرج ، ثم يعرج بها إلى السماء ، فيستفتح لها ، فيقال من هذا ؟ فيقال فلان ، فيقولون مرحباً بالروح الطيبة كانت في الجسد الطيب ، ادخلي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان . قال فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل . وإذا كان الرجل السوء ، قالوا اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ، اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق ، وآخر من شكله أزواج ، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ، ثم يعرج بها إلى السماء ، فيستفتح لها فيقال من هذا ؟ فيقال فلان ، فيقال لا مرحباً بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ، ارجعي ذميمة ، فإنه لا تفتح لك أبواب السماء ، فيرسل من السماء ، ثم يصير إلى القبر ، فيجلس الرجل الصالح ، فيقال له مثل ما قيل في الحديث الأول ، ويجلس الرجل السوء فيقال له مثل ما قيل له في الحديث الأول " ورواه النسائي وابن ماجه من طريق ابن أبي ذئب بنحوه . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إِذا خرجت روح العبد المؤمن ، تلقاها ملكان يصعدان بها . قال حماد فذكر من طيب ريحها ، وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض ، صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه ، فينطلق به إلى ربه عز وجل ، فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل . وإن الكافر إذا خرجت روحه قال حماد وذكر من نتنها ، وذكر مقتاً ، ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض ، فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل قال أبو هريرة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا . وقال ابن حبان في صحيحه حدثنا عمر بن محمد الهمداني ، حدثنا زيد بن أخزم ، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي عن قتادة ، عن قسام بن زهير ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن المؤمن إذا قبض ، أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء ، فيقولون اخرجي إلى روح الله ، فتخرج كأطيب ريح مسك ، حتى إنه ليناوله بعضهم بعضاً يشمونه حتى يأتوا به باب السماء ، فيقولون ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من قبل الأرض ؟ ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك ، حتى يأتوا به أرواح المؤمنين ، فلهم أشد فرحاً به من أهل الغائب بغائبهم ، فيقولون ما فعل فلان ؟ فيقولون دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم ، فيقول قد مات ، أما أتاكم ؟ فيقولون ذهب به إلى أمه الهاوية ، وأما الكافر فيأتيه ملائكة العذاب بمسح ، فيقولون اخرجي إلى غضب الله ، فتخرج كأنتن ريح جيفة ، فيذهب به إلى باب الأرض " وقد روي أيضاً من طريق همام بن يحيي عن أبي الجوزاء ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ، قال " فيسأل ما فعل فلان ، ما فعل فلان ، ما فعلت فلانة ؟ قال وأما الكافر فإذا قبضت نفسه ، وذهب بها إلى باب الأرض ، تقول خزنة الأرض ما وجدنا ريحاً أنتن من هذه ، فيبلغ بها الأرض السفلى " قال قتادة وحدثني رجل عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن عمرو قال أرواح المؤمنين تجتمع بالجابية ، وأرواح الكفار تجتمع ببرهوت ، سبخة بحضرموت ، ثم يضيق عليه قبره . وقال الحافظ أبو عيسى الترمذي رحمه الله حدثنا يحيى بن خلف ، حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إِذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما منكر ، والآخر نكير ، فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، وينور له فيه ، ثم يقال له نم ، فيقول أرجع الى أهلي فأخبرهم ، فيقولان نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، وإن كان منافقاً قال سمعت الناس يقولون ، فقلت مثلهم ، لا أدري ، فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، فيقال للأرض التئمي عليه ، فتلتئم عليه حتى تختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك " ثم قال الترمذي هذا حديث حسن غريب . وقال حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلاَْخِرَةِ } قال " ذلك إِذا قيل له في القبر من ربك ، وما دينك ، ومن نبيك ؟ فيقول ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد ، جاءنا بالبينات من عند الله ، فآمنت به وصدقت ، فيقال له صدقت ، على هذا عشت ، وعليه مت ، وعليه تبعث " وقال ابن جرير حدثنا مجاهد بن موسى والحسن بن محمد ، قالا حدثنا يزيد ، أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " والذي نفسي بيده إن الميت ليسمع خفق نعالكم حين تولون عنه مدبرين ، فإن كان مؤمناً ، كانت الصلاة عند رأسه ، والزكاة عن يمينه ، والصوم عن يساره ، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه ، فيؤتى من قبل رأسه ، فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ، فيؤتى عن يمينه ، فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ، فيؤتى عن يساره ، فيقول الصيام ما قبلي مدخل ، فيؤتى عند رجليه ، فيقول فعل الخيرات ما قبلي مدخل ، فيقال له اجلس ، فيجلس ، قد مثلت له الشمس قد دنت للغروب ، فيقال له أخبرنا عما نسألك ، فيقول دعني حتى أصلي ، فيقال له إنك ستفعل ، فأخبرنا عما نسألك ، فيقول وعم تسألوني ؟ فيقال أرأيت هذا الرجل الذي كان فيكم ، ماذا تقول فيه ، وماذا تشهد به عليه ؟ فيقول أمحمد ؟ فيقال له نعم ، فيقول أشهد أنه رسول الله ، وأنه جاءنا بالبينات من عند الله ، فصدقناه ، فيقال له على ذلك حييت ، وعلى ذلك مت ، وعليه تبعث إن شاء الله ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ، وينور له فيه ، ويفتح له باب إلى الجنة ، فيقال له انظر إلى ما أعد الله لك فيها ، فيزداد غبطة وسروراً ، ثم تجعل نسمته في النسم الطيب ، وهي طير خضر تعلق بشجر الجنة ، ويعاد الجسد إلى ما بدىء من التراب ، وذلك قول الله { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ } " رواه ابن حبان من طريق المعتمر بن سليمان عن محمد بن عمرو ، وذكر جواب الكافر وعذابه . وقال البزار حدثنا سعيد بن بحر القراطيسي ، حدثنا الوليد بن القاسم ، حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، أحسبه رفعه ، قال " إن المؤمن ينزل به الموت ، ويعاين ما يعاين ، فيود لو خرجت ، يعني نفسه ، والله يحب لقاءه ، وإن المؤمن يصعد بروحه الى السماء ، فتأتيه أرواح المؤمنين ، فتستخبره عن معارفهم من أهل الأرض ، فإِذا قال تركت فلاناً في الأرض ، أعجبهم ذلك ، وإِذا قال إِن فلاناً قد مات ، قالوا ما جيء به إلينا ، وإن المؤمن يجلس في قبره فيسأل ، من ربك ؟ فيقول ربي الله ، ويسأل من نبيك ؟ فيقول محمد نبيي ، فيقال ماذا دينك ؟ قال ديني الإسلام ، فيفتح له باب في قبره ، فيقول - أو يقال - انظر إلى مجلسك ، ثم يرى القبر ، فكأنما كانت رقدة ، وإذا كان عدو الله نزل به الموت وعاين ما عاين ، فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبداً ، والله يبغض لقاءه ، فإذا جلس في قبره ، أو أجلس ، فيقال له من ربك ؟ فيقول لا أدري ، فيقال لا دريت ، فيفتح له باب إلى جهنم ، ثم يضرب ضربة تسمعها كل دابة إلا الثقلين ، ثم يقال له نم كما ينام المنهوش " قلت لأبي هريرة ما المنهوش ؟ قال الذي تنهشه الدواب والحيات ، ثم يضيق عليه قبره ، ثم قال لا نعلم رواه إلا الوليد بن القاسم . وقال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا حجين بن المثنى ، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن محمد بن المنكدر قال كانت أسماء ، يعني بنت الصديق رضي الله عنها ، تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال " إذا دخل الإنسان قبره ، فإن كان مؤمناً ، أحف به عمله الصلاة ، والصيام ، قال فيأتيه الملك من نحو الصلاة ، فترده ، ومن نحو الصيام ، فيرده ، قال فيناديه اجلس ، فيجلس ، فيقول له ماذا تقول في هذا الرجل ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال من ؟ قال محمد ، قال أشهد أنه رسول الله ، قال وما يدريك ، أدركته ؟ قال أشهد أنه رسول الله ، قال يقول على ذلك عشت ، وعليه مت ، وعليه تبعث . وإن كان فاجراً أو كافراً ، جاءه الملك ليس بينه وبينه شيء يرده ، فأجلسه ، فيقول له ماذا تقول في هذا الرجل ؟ قال أي رجل ؟ قال محمد ؟ قال يقول والله ما أدري ، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ، قال له الملك على ذلك عشت ، وعليه مت ، وعليه تبعث ، قال ويسلط عليه دابة في قبره معها سوط ، تمرته جمرة مثل غرب البعير ، تضربه ما شاء الله ، صماء لا تسمع صوته فترحمه " وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال إن المؤمن إذا حضره الموت ، شهدته الملائكة ، فسلموا عليه وبشروه بالجنة ، فإذا مات ، مشوا مع جنازته ، ثم صلوا عليه مع الناس ، فإِذا دفن ، أجلس في قبره ، فيقال له من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقال له من رسولك ؟ فيقول محمد صلى الله عليه وسلم فيقال له ما شهادتك ؟ فيقول أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، فيوسع له في قبره مد بصره ، وأما الكافر فتنزل عليه الملائكة ، فيبسطون أيديهم ، والبسط هو الضرب ، { يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَـٰرَهُمْ } الأنفال 50 عند الموت ، فإذا أدخل قبره ، أقعد ، فقيل له من ربك ؟ فلم يرجع إليهم شيئاً ، وأنساه الله ذكر ذلك ، وإذا قيل من الرسول الذي بعث إليك ؟ لم يهتد له ، ولم يرجع إليهم شيئاً ، كذلك يضل الله الظالمين . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، حدثنا شريح بن مسلمة ، حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد البجلي عن أبي قتادة الأنصاري في قوله تعالى { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ } الآية ، قال إن المؤمن إذا مات ، أجلس في قبره ، فيقال له من ربك ؟ فيقول الله ، فيقال له من نبيك ؟ فيقول محمد بن عبد الله ، فيقال له ذلك مرات ، ثم يفتح له باب إلى النار ، فيقال له انظر إلى منزلك من النار لو زغت ، ثم يفتح له باب إلى الجنة ، فيقال له انظر إلى منزلك من الجنة إذْا ثبت ، وإذا مات الكافر ، أجلس في قبره ، فيقال له من ربك ؟ من نبيك ؟ فيقول لا أدري ، كنت أسمع الناس يقولون ، فيقال له لا دريت ، ثم يفتح له باب إلى الجنة ، فيقال له انظر إلى منزلك لو ثبت ، ثم يفتح له باب إلى النار ، فيقال له انظر إلى منزلك إِذ زغت ، فذلك قوله تعالى { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ } . وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس ، عن أبيه { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } قال لا إله إلا الله ، { وَفِي ٱلأَخِرَةِ } المسألة في القبر ، وقال قتادة أما الحياة الدنيا ، فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، { وَفِي ٱلأَخِرَةِ } في القبر ، وكذا روي عن غير واحد من السلف . وقال أبو عبد الله الحكيم الترمذي في كتابه " نوادر الأصول " حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن نافع عن ابن أبي فديك عن عبدالرحمن بن عبد الله عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الرحمن بن سمرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، ونحن في مسجد المدينة ، فقال " إني رأيت البارحة عجباً ، رأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه ، فجاءه بره بوالديه ، فرد عنه ، ورأيت رجلاً من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر ، فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك ، ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين ، فجاءه ذكر الله فخلصه من بينهم ، ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب ، فجاءته صلاته ، فاستنقذته من أيديهم ، ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً ، كلما ورد حوضاً منع منه ، فجاءه صيامه ، فسقاه وأرواه ، ورأيت رجلاً من أمتي والنبيون قعود حلقاً حلقاً ، كلما دنا لحلقة طردوه ، فجاءه اغتساله من الجنابة ، فأخذ بيده ، فأقعده إلى جنبي ، ورأيت رجلاً من أمتي بين يديه ظلمة ، ومن خلفه ظلمة ، وعن يمينه ظلمة ، وعن شماله ظلمة ، ومن فوقه ظلمة ، ومن تحته ظلمة ، وهو متحير فيها ، فجاءته حجته وعمرته ، فاستخرجاه من الظلمة ، وأدخلاه النور ، ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه ، فجاءته صلة الرحم ، فقالت يا معشر المؤمنين كلموه ، فكلموه ، ورأيت رجلاً من أمتي يتقي وهج النار وشررها بيده عن وجهه ، فجاءته صدقته ، فصارت له ستراً على وجهه ، وظلاً على رأسه ، ورأيت رجلاً من أمتي قد أخذته الزبانية من كل مكان ، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، فاستنقذاه من أيديهم ، وأدخلاه مع ملائكة الرحمة ، ورأيت رجلاً من أمتي جاثياً على ركبتيه بينه وبين الله حجاب ، فجاءه حسن خلقه ، فأخذ بيده ، فأدخله على الله عز وجل ، ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته من قبل شماله ، فجاءه خوفه من الله ، فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه ، ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه ، فجاءته أفراطه ، فثقلوا ميزانه ، ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على شفير جهنم ، فجاءه وجله من الله ، فاستنقذه من ذلك ومضى ، ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار ، فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله في الدنيا ، فاستخرجته من النار ، ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة فجاء حسن ظنه بالله فسكن رعدته ومضى ورأيت رجلاً من أمتي على الصراط ، يزحف أحياناً ، ويحبو أحياناً ، فجاءته صلاته عليَّ ، فأخذت بيده ، فأقامته ، ومضى على الصراط ، ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى باب الجنة ، فغلقت الأبواب دونه ، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ، ففتحت له الأبواب ، وأدخلته الجنة " ، قال القرطبي بعد إيراده هذا الحديث من هذا الوجه هذا حديث عظيم ، ذكر فيه أعمالاً خاصة تنجي من أهوال خاصة ، أورده هكذا في كتابه " التذكرة " . وقد روى الحافظ أبو يعلى الموصلي في هذا حديثاً غريباً مطولاً فقال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم النكري ، حدثنا محمد بن بكر البرساني أبو عثمان ، حدثنا أبو عاصم الحبطي ، وكان من أخيار أهل البصرة ، وكان من أصحاب حزم ، وسلام بن أبي مطيع ، حدثنا بكر بن خُنَيس عن ضرار بن عمرو ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك عن تميم الداري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يقول الله عز وجل لملك الموت انطلق إلى وليي ، فأتني به ، فإِني قد ضربته بالسراء والضراء ، فوجدته حيث أحب ، ائتني به فلأريحنه ، فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة ، معهم أكفان وحنوط من الجنة ، ومعهم ضبائر الريحان ، أصل الريحانة واحد ، وفي رأسها عشرون لوناً ، لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ، ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر ، فيجلس ملك الموت عند رأسه ، وتحف به الملائكة ، ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ، ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر تحت ذقنه ، ويفتح له باب إلى الجنة ، فإن نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة ، تارة بأزواجها ، وتارة بكسوتها ، ومرة بثمارها كما يعلل الصبي أهله إذا بكى ، قال إِن أزواجه ليبتهشن عند ذلك ابتهاشاً قال وتبرز الروح - قال البرساني يريد أن تخرج من العَجَل إلى ما تحب ، قال ويقول ملك الموت اخرجي يا أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود ، وماء مسكوب قال ولملك الموت أشد به لطفاً من الوالدة بولدها ، يعرف أن ذلك الروح حبيب لربه ، فهو يتلمس بلطفه تحبباً لديه ، رضاء للرب عنه ، فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين قال وقال الله عز وجل { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّـٰهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ طَيِّبِينَ } النحل 32 ، وقال { فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّـٰتُ نَعِيمٍ } الواقعة 88 - 89 - قال - روح من جهة الموت ، وريحان يتلقى به ، وجنة نعيم تقابله - قال - فإذا قبض ملك الموت روحه ، قالت الروح للجسد جزاك الله عني خيراً ، فقد كنت سريعاً بي إلى طاعة الله ، بطيئاً بي عن معصية الله ، فقد نجيت وأنجيت - قال - ويقول الجسد للروح مثل ذلك - قال - وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله فيها ، وكل باب من السماء يصعد منه عمله وينزل منه رزقه أربعين ليلة - قال - فإذا قبض ملك الموت روحه ، أقامت الخمسمائة من الملائكة عند جسده ، فلا يقلبه بنو آدم لشق إلا قلبته الملائكة قبلهم ، وغسلته وكفنته بأكفان قبل أكفان بني آدم ، وحنوط قبل حنوط بني آدم ، ويقوم من باب بيته إلى قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار ، فيصيح عند ذلك إبليس صيحة تتصدع منها عظام جسده - قال - ويقول لجنوده الويل لكم كيف خلص هذا العبد منكم ؟ فيقولون إن هذا كان عبداً معصوماً ، قال فإذا صعد ملك الموت بروحه ، يستقبله جبريل في سبعين ألفاً من الملائكة ، كل يأتيه ببشارة من ربه سوى بشارة صاحبه - قال - فإذا انتهى ملك الموت بروحه إلى العرش ، خر الروح ساجداً ، قال يقول الله عز وجل لملك الموت انطلق بروح عبدي ، فضعه في سدر مخضود ، وطلح منضود وظل ممدود ، وماء مسكوب قال فإذا وضع في قبره جاءته الصلاة فكانت عن يمينه ، وجاءه الصيام فكان عن يساره ، وجاءه القرآن فكان عند رأسه ، وجاءه مشيه الى الصلاة فكان عند رجليه ، وجاءه الصبر فكان ناحية القبر قال فيبعث الله عز وجل عنقاً من العذاب ، قالوا فيأتيه عن يمينه قال فتقول الصلاة وراءك ، والله ما زال دائباً عمره كله ، وإنما استراح الآن حين وضع في قبره قال فيأتيه عن يساره ، فيقول الصيام مثل ذلك قال ثم يأتيه من عند رأسه فيقول القرآن والذكر مثل ذلك قال ثم يأتيه من عند رجليه ، فيقول مشيه إلى الصلاة مثل ذلك ، فلا يأتيه العذاب من ناحية يلتمس هل يجد إليه مساغاً ، إلا وجد ولي الله قد أخذ جنته - قال - فينقمع العذاب عند ذلك فيخرج - قال - ويقول الصبر لسائر الأعمال أما إنه لم يمنعني أن أباشر أنا بنفسي ، إلا أني نظرت ما عندكم ، فإن عجزتم كنت أنا صاحبه ، فأما إذا أجزأتم عنه ، فأنا له ذخر عند الصراط والميزان - قال - ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف ، وأصواتهما كالرعد القاصف ، وأنيابهما كالصياصي ، وأنفاسهما كاللهب ، يطآن في أشعارهما ، بين منكب كل واحد مسيرة كذا وكذا ، وقد نزعت منهما الرأفة والرحمة ، يقال لهما منكر ونكير ، في يد كل واحد منهما مطرقة ، لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها - قال - فيقولان له اجلس - قال - فيجلس فيستوي جالساً - قال - وتقع أكفانه في حقويه - قال - فيقولان له من ربك ، ومادينك ، ومن نبيك ؟ " قال قالوا يا رسول الله ومن يطيق الكلام عند ذلك ، وأنت تصف من الملكين ما تصف ؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } - قال - فيقول ربي الله وحده لا شريك له ، وديني الإسلام الذي دانت به الملائكة ، ونبيي محمد خاتم النبيين - قال - فيقولان له صدقت - قال - فيدفعان القبر ، فيوسعان من بين يديه أربعين ذراعاً ، وعن يمينه أربعين ذراعاً ، وعن شماله أربعين ذراعاً ، ومن خلفه أربعين ذراعاً ومن عند رأسه أربعين ذراعاً ، ومن عند رجليه أربعين ذراعاً - قال - فيوسعان له مائتي ذراع - قال البرساني فأحسبه وأربعين ذراعاً تحاط به - قال ثم يقولان له انظر فوقك ، فإذا باب مفتوح إلى الجنة - قال - فيقولان له وليَّ الله هذا منزلك إذ أطعت الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفس محمد بيده إنه يصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبداً " ثم يقال له انظر تحتك - قال - فينظر تحته فإذا باب مفتوح إلى النار - قال - فيقولان وليَّ الله نجوت آخر ما عليك - قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبداً " قال قالت عائشة يفتح له سبعة وسبعون باباً إلى الجنة ، يأتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله عز وجل . وبالإسناد المتقدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال " ويقول الله تعالى لملك الموت انطلق إلى عدوي فأتني به ، فإني قد بسطت له رزقي ، ويسرت له نعمتي ، فأبى إلا معصيتي ، فأتني به ، لأنتقم منه - قال - فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط ، له اثنتا عشرة عيناً ، ومعه سفود من النار ، كثير الشوك ، ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ، ومعهم سياط من نار لِينُها لين السياط ، وهي نار تأجج - قال - فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب كل أصل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق وظفر - قال - ثم يلويه لياً شديداً - قال - فينزع روحه من أظفار قدميه - قال - فيلقيها في عقبيه - قال - فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة ، فيرفه ملك الموت عنه - قال - وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال - فيشده ملك الموت شدة فينزع روحه من عقبيه فيلقيها في ركبتيه ، ثم يسكر عدو الله عند ذلك سكرة ، فيرفه ملك الموت عنه - قال - فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال - ثم ينتره ملك الموت نترة ، فينزع روحه من ركبتيه ، فيلقيها في حَقويه ، فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة ، فيرفه ملك الموت عنه ، - قال - فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال كذلك إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه ، - قال - ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه ، قال ويقول ملك الموت اخرجي أيتها الروح اللعينة إلى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم قال فإذا قبض ملك الموت روحه ، قال الروح للجسد جزاك الله عني شراً ، فقد كنت سريعاً بي إلى معصية الله ، بطيئاً بي عن طاعة الله ، فقد هلكت وأهلكت - قال - ويقول الجسد للروح مثل ذلك ، وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي الله عليها ، وتنطلق جنود إبليس إليه فيبشرونه بأنهم قد أوردوا عبداً من ولد آدم النار ، - قال - فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه ، حتى تدخل اليمنى في اليسرى ، واليسرى في اليمنى ، - قال - ويبعث الله إليه أفاعي دهماً كأعناق الإبل ، يأخذن بأرنبته وإبهامي قدميه ، فيقرضنه حتى يلتقين في وسطه ، - قال - ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف ، وأصواتهما كالرعد القاصف ، وأنيابهما كالصياصي ، وأنفاسهما كاللهب ، يطآن في أشعارهما ، بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا ، قد نزعت منهما الرأفة والرحمة ، يقال لهما منكر ونكير ، في يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها - قال - فيقولان له اجلس ، فيستوي جالساً ، وتقع أكفانه في حقويه - قال - فيقولان له من ربك ، وما دينك ، ومن نبيك ؟ فيقول لا أدري ، فيقولان له لا دريت ولا تليت ، فيضربانه ضربة يتطاير شررها في قبره ، ثم يعودان قال فيقولان انظر فوقك فينظر ، فإذا باب مفتوح من الجنة ، فيقولان عدوَّ الله هذا منزلك لو أطعت الله " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبداً " قال ويقولان له انظر تحتك ، فينظر تحته ، فإذا باب مفتوح إلى النار ، فيقولان له عدوَّ الله هذا منزلك إذ عصيت الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبداً " قال وقالت عائشة ويفتح له سبعة وسبعون باباً إلى النار ، يأتيه حرها وسمومها حتى يبعثه الله إليها . هذا حديث غريب جداً ، وسياق عجيب ، ويزيد الرقاشي راويه عن أنس له غرائب ومنكرات ، وهو ضعيف الرواية عند الأئمة ، والله أعلم ، ولهذا قال أبو داود حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي ، حدثنا هشام ، هو ابن يوسف ، عن عبد الله بن بحير عن هانىء مولى عثمان ، عن عثمان رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الرجل ، وقف عليه ، وقال " استغفروا لأخيكم ، واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل " تفرد به أبو داود ، وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه عند قوله تعالى { وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِى غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ } الأنعام 93 الآية ، حديثاً مطولاً جداً من طرق غريبة عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً ، وفيه غرائب أيضاً .