Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 28-30)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال البخاري قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا } ألم تعلم ؟ كقوله { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ } الفيل 1 ، { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ } البقرة 243 البوار الهلاك ، بار يبور بَوْراً ، و { قَوْماً بُوراً } الفتح 12 هالكين . حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء ، سمع ابن عباس { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا } قال هم كفار أهل مكة ، وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية هو جبلة بن الأيهم والذين اتبعوه من العرب ، فلحقوا بالروم ، والمشهور الصحيح عن ابن عباس هو القول الأول ، وإن كان المعنى يعم جميع الكفار فإن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ، ونعمة للناس ، فمن قبلها ، وقام بشكرها ، دخل الجنة ، ومن ردها ، وكفرها ، دخل النار ، وقد روي عن علي نحو قول ابن عباس الأول . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا شعبة عن القاسم بن أبي بزة ، عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل علياً عن { ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } قال هم كفار قريش يوم بدر ، حدثنا المنذر بن شاذان ، حدثنا يعلى ابن عبيد ، حدثنا بسام ، هو الصيرفي ، عن أبي الطفيل قال جاء رجل إلى علي ، فقال يا أمير المؤمنين من الذين بدلوا نعمة الله كفراً ، وأحلوا قومهم دار البوار ؟ قال منافقو قريش . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا ابن نفيل قال قرأت على معقل عن ابن أبي حسين قال قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال ألا أحد يسألني عن القرآن ؟ فوالله لو أعلم اليوم أحداً أعلم به مني وإن كان من وراء البحار ، لأتيته ، فقام عبد الله بن الكواء ، فقال من الذين بدلوا نعمة الله كفراً ، وأحلوا قومهم دار البوار ؟ قال مشركو قريش ، أتتهم نعمة الله الإيمان ، فبدلوا نعمة الله كفراً ، وأحلوا قومهم دار البوار . وقال السدي في قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا } الآية ، ذكر مسلم المستوفى ، عن علي أنه قال هم الأفجران من قريش بنو أمية ، وبنو المغيرة ، فأما بنو المغيرة ، فأحلوا قومهم دار البوار يوم بدر ، وأما بنو أمية فأحلوا قومهم دار البوار يوم أحد ، وكان أبو جهل يوم بدر ، وأبو سفيان يوم أحد ، وأما دار البوار فهي جهنم . وقال ابن أبي حاتم رحمه الله حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا الحارث أبو منصور ، عن إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن مرة قالا سمعت علياً قرأ هذه الآية { وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } قال هم الأفجران من قريش بنو أمية ، وبنو المغيرة ، فأما بنو المغيرة ، فأهلكوا يوم بدر ، وأما بنو أمية ، فمتعوا إلى حين ، ورواه أبو إسحاق عن عمرو بن مرة عن علي ، نحوه ، وروي من غير وجه عنه . وقال سفيان الثوري عن علي بن زيد عن يوسف بن سعد ، عن عمر بن الخطاب في قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا } قال هم الأفجران من قريش بنو المغيرة ، وبنو أمية ، فأما بنو المغيرة ، فكفيتموهم يوم بدر ، وأما بنو أمية ، فمتعوا إلى حين ، وكذا رواه حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال قال ابن عباس لعمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين هذه الآية { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } ؟ قال هم الأفجران من قريش أخوالي وأعمامك ، فأما أخوالي ، فاستأصلهم الله يوم بدر ، وأما أعمامك ، فأملى الله لهم إلى حين ، وقال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك وقتادة وابن زيد هم كفار قريش الذين قتلوا يوم بدر ، وكذا رواه مالك في تفسيره عن نافع عن ابن عمر . وقوله { وَجَعَلُواْ للَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ } أي جعلوا له شركاء عبدوهم معه ، ودعوا الناس إلى ذلك ، ثم قال تعالى مهدداً لهم ومتوعداً لهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم { قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ } أي مهما قدرتم عليه في الدنيا ، فافعلوا ، فمهما يكن من شيء ، { فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ } أي مرجعكم وموئلكم إليها كما قال تعالى { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ } لقمان 24 ، وقال تعالى { مَتَـٰعٌ فِى ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } يونس 70 .