Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 9-9)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن جرير هذا من تمام قول موسى لقومه ، يعني وتذكيره إياهم بأيام الله بانتقامه من الأمم المكذبة بالرسل ، وفيما قال ابن جرير نظر ، والظاهر أنه خبر مستأنف من الله تعالى لهذه الأمة ، فإنه قد قيل إن قصة عاد وثمود ليست في التوراة ، فلو كان هذا من كلام موسى لقومه وقصصه عليهم ، لا شك أن تكون هاتان القصتان في التوراة ، والله أعلم ، وبالجملة فالله تعالى قد قص علينا خبر قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الأمم المكذبة للرسل مما لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل { جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } أي بالحجج والدلائل الواضحات الباهرات القاطعات ، وقال ابن إسحاق عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله أنه قال في قوله { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } كذب النسابون . وقال عروة بن الزبير ما وجدنا أحداً يعرف ما بعد معد بن عدنان . وقوله { فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِىۤ أَفْوَاهِهِمْ } اختلف المفسرون في معناه ، قيل معناه أنهم أشاروا إلى أفواه الرسل يأمرونهم بالسكوت عنهم لما دعوهم إلى الله عز وجل . وقيل بل وضعوا أيديهم على أفواههم تكذيباً لهم . وقيل بل هو عبارة عن سكوتهم عن جواب الرسل . وقال مجاهد ومحمد بن كعب وقتادة معناه أنهم كذبوهم ، وردوا عليهم قولهم بأفواههم . قال ابن جرير وتوجيهه أن في هنا بمعنى الباء ، قال وقد سمع من العرب أدخلك الله بالجنة ، يعنون في الجنة ، وقال الشاعر @ وأَرْغَبُ فيها عَنْ لَقيطٍ ورَهْطِهِ ولكنَّني عن سِنْبسٍ لَسْتُ أرغبُ @@ يريد أرغب بها . قلت ويؤيد قول مجاهد تفسير ذلك بتمام الكلام { وَقَالُوۤاْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } فكأن هذا والله أعلم تفسير لمعنى { فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِىۤ أَفْوَاهِهِمْ } . وقال سفيان الثوري وإسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله في قوله { فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِىۤ أَفْوَاهِهِمْ } قال عضوا عليها غيظاً . وقال شعبة عن أبي إسحاق عن أبي هبيرة بن مريم ، عن عبد الله أنه قال ذلك أيضاً . وقد اختاره عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ووجهه ابن جرير مختاراً له بقوله تعالى عن المنافقين { وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ } آل عمران 119 . وقال العوفي عن ابن عباس لما سمعوا كلام الله ، عجبوا ، ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم ، وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به ، الآية ، يقولون لا نصدقكم فيما جئتم به ، فإن عندنا فيه شكاً قوياً .