Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 48-50)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الذي خضع له كل شيء ، ودانت له الأشياء والمخلوقات بأسرها جماداتها وحيواناتها ، ومكلفوها من الإنس والجن ، والملائكة ، فأخبر أن كل ما له ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشمال ، أي بكرة وعشياً ، فإنه ساجد بظله لله تعالى . قال مجاهد إذا زالت الشمس ، سجد كل شيء لله عز وجل ، وكذا قال قتادة والضحاك وغيرهم ، وقوله { وَهُمْ دَاخِرُونَ } أي صاغرون . وقال مجاهد أيضاً سجود كل شيء فيئه ، وذكر الجبال ، قال سجودها فيئها . وقال أبو غالب الشيباني أمواج البحر صلاته ، ونزلهم منزلة من يعقل ، إذ أسند السجود إليهم ، فقال { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ } كما قال { وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَـٰلُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلأَصَالِ } الرعد 15 . وقوله { وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } أي تسجد لله ، أي غير مستكبرين عن عبادته { يَخَـٰفُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ } أي يسجدون خائفين وجلين من الرب جل جلاله { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } أي مثابرين على طاعته تعالى ، وامتثال أوامره ، وترك زواجره .