Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 51-55)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى أنه لا إله إلا هو ، وأنه لا ينبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له ، فإنه مالك كل شيء وخالقه وربه { وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِبًا } قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وميمون بن مهران والسدي وقتادة وغير واحد أي دائماً ، وعن ابن عباس أيضا أي واجباً . وقال مجاهد أي خالصاً له ، أي له العبادة وحده ممن في السموات والأرض ، كقوله { أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلاَْرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } آل عمران 83 هذا على قول ابن عباس وعكرمة ، فيكون من باب الخبر ، وأما على قول مجاهد ، فإنه يكون من باب الطلب ، أي ارهبوا أن تشركوا بي شيئاً ، وأخلصوا لي الطاعة كقوله تعالى { أَلاَ لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ } الزمر 3 ثم أخبر أنه مالك النفع والضر ، وأن ما بالعباد من رزق ونعمة وعافية ونصر فمن فضله عليهم ، وإحسانه إليهم { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْـئَرُونَ } أي لعلمكم أنه لا يقدر على إزالته إلا هو ، فإنكم عند الضرورات تلجؤون إليه وتسألونه ، وتلحون في الرغبة إليه مستغيثين به ، كقوله تعالى { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِى ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّـٰكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَـٰنُ كَفُورًا } الإسراء 67 وقال ههنا { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءاتَيْنَـٰهُمْ } قيل اللام ههنا لام العاقبة . وقيل لام التعليل ، بمعنى قيضنا لهم ذلك ليكفروا ، أي يستروا ويجحدوا نعم الله عليهم ، وأنه المسدي إليهم النعم ، الكاشف عنهم النقم ، ثم توعدهم قائلاً { فَتَمَتَّعُواْ } أي اعملوا ما شئتم ، وتمتعوا بما أنتم فيه قليلاً ، { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } أي عاقبة ذلك .