Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 71-71)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يبين تعالى للمشركين جهلهم وكفرهم فيما زعموه لله من الشركاء ، وهم يعترفون أنها عبيد له كما كانوا يقولون في تلبيتهم في حجهم لبيك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك ، فقال تعالى منكراً عليهم أنتم لا ترضون أن تساووا عبيدكم فيما رزقناكم ، فكيف يرضى هو تعالى بمساواة عبيد له في الإلهية والتعظيم ، كما قال في الآية الأخرى { ضَرَبَ لَكُمْ مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ مِّن شُرَكَآءَ فِى مَا رَزَقْنَـٰكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ } الروم 28 الآية ، قال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية يقول لم يكونوا ليشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم ، فكيف يشركون عبيدي معي في سلطاني ؟ فذلك قوله { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } وقال في الرواية الأخرى عنه فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم ؟ وقال مجاهد في هذه الآية هذا مثل الآلهة الباطلة ، وقال قتادة هذا مثل ضربه الله ، فهل منكم من أحد يشاركه مملوكه في زوجته وفي فراشه ، فتعدلون بالله خلقه وعباده ؟ فإن لم ترض لنفسك هذا ، فالله أحق أن ينزه منك . وقوله { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } أي إنهم جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ، فجحدوا نعمته ، وأشركوا معه غيره . وعن الحسن البصري قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه الرسالة إلى أبي موسى الأشعري واقنع برزقك من الدنيا ، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق بلاء يبتلي به كلاً ، فيبتلي من بسط له كيف شكره لله وأداؤه الحق الذي افترض عليه فيما رزقه وخوله ، رواه ابن أبي حاتم .