Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 72-72)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يذكر تعالى نعمه على عبيده بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم ، ولو جعل الأزواج من نوع آخر ، ما حصل الائتلاف والمودة والرحمة ، ولكن من رحمته خلق من بني آدم ذكوراً وإناثاً ، وجعل الإناث أزواجاً للذكور ، ثم ذكر تعالى أنه جعل من الأزواج البنين والحفدة ، وهم أولاد البنين ، قاله ابن عباس وعكرمة والحسن والضحاك وابن زيد ، قال شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بنين وحفدة ، وهم الولد وولد الولد . وقال سنيد حدثنا حجاج عن أبي بكر عن عكرمة عن ابن عباس قال بنوك حيث يحفدونك ويرفدونك ويعينونك ويخدمونك ، قال جميل @ حفدَ الولائدُ حَوْلَهُنَّ وأُسْلِمَتْ بِأَكُفِّهِنَّ أَزِمَّةُ الأَجْمالِ @@ وقال مجاهد { بنين وحفدة } ابنه وخادمه . وقال في رواية الحفدة الأنصار والأعوان والخدام ، وقال طاوس وغير واحد الحفدة الخدم . وكذا قال قتادة وأبو مالك والحسن البصري . وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة أنه قال الحفدة من خدمك من ولدك وولد ولدك ، قال الضحاك إنما كانت العرب تخدمها بنوها . وقال العوفي عن ابن عباس قوله { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً } يقول بنو امرأة الرجل ليسوا منه ، ويقال الحفدة الرجل يعمل بين يدي الرجل . يقال فلان يحفد لنا ، أي يعمل لنا ، قال وزعم رجال أن الحفدة أختان الرجل ، وهذا الأخير الذي ذكره ابن عباس ، قاله ابن مسعود ومسروق وأبو الضحى وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير ومجاهد والقرظي ، ورواه عكرمة عن ابن عباس ، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هم الأصهار . قال ابن جرير وهذه الأقوال كلها داخلة في معنى الحفدة ، وهو الخدمة الذي منه قوله في القنوت « وإليك نسعى ونحفد » ، ولما كانت الخدمة قد تكون من الأولاد والخدم والأصهار ، فالنعمة حاصلة بهذا كله ، ولهذا قال { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً } قلت فمن جعل { وَحَفَدَةً } متعلقاً بأزواجكم ، فلا بد أن يكون المراد الأولاد وأولاد الأولاد والأصهار ، لأنهم أزواج البنات ، أو أولاد الزوجة ، وكذا قال الشعبي والضحاك ، فإنهم يكونون غالباً تحت كنف الرجل ، وفي حجره وفي خدمته ، وقد يكون هذا هو المراد من قوله عليه الصلاة والسلام في حديث نضرة بن أكثم " والولد عبد لك " رواه أبو داود . وأما من جعل الحفدة الخدم ، فعنده أنه معطوف على قوله { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } أي جعل لكم الأزواج والأولاد خدماً . وقوله { وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } أي من المطاعم والمشارب . ثم قال تعالى منكراً على من أشرك في عبادة المنعم غيره { أَفَبِٱلْبَـٰطِلِ يُؤْمِنُونَ } وهم الأنداد والأصنام { وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } أي يسترون نعم الله عليهم ، ويضيفونها إلى غيره . وفي الحديث الصحيح " إن الله يقول للعبد يوم القيامة ممتناً عليه ألم أزوجك ؟ ألم أكرمك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل ، وأذرك ترأس وتربع ؟ " .