Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 98-100)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا أمر من الله تعالى لعباده على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا قراءة القرآن أن يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم ، وهذا أمر ندب ليس بواجب ، حكى الإجماع على ذلك أبو جعفر بن جرير ، وغيره من الأئمة . وقد قدمنا الأحاديث الواردة في الاستعاذة مبسوطة في أول التفسير ، ولله الحمد والمنة . والمعنى في الاستعاذة عند ابتداء القراءة لئلا يلبس على القارىء قراءته ، ويخلط عليه ، ويمنعه من التدبر والتفكر ، ولهذا ذهب الجمهور إلى أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة ، وحكي عن حمزة وأبي حاتم السجستاني أنها تكون بعد التلاوة ، واحتجا بهذه الآية ، ونقل النووي في شرح المهذب مثل ذلك عن أبي هريرة أيضاً ومحمد بن سيرين وإبراهيم النخعي ، والصحيح الأول لما تقدم من الأحاديث الدالة على تقدمها على التلاوة ، والله أعلم . وقوله { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } قال الثوري ليس له عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه ، وقال آخرون معناه لا حجة له عليهم . وقال آخرون كقوله { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } الحجر 40 ، { إِنَّمَا سُلْطَـٰنُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } قال مجاهد يطيعونه ، وقال آخرون اتخذوه ولياً من دون الله { هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } أي أشركوا في عبادة الله تعالى ، أي أشركوه في عبادة الله ، ويحتمل أن تكون الباء سببية ، أي صاروا بسبب طاعتهم للشيطان مشركين بالله تعالى . وقال آخرون معناه أنه شركهم في الأموال والأولاد .