Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 24-24)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى آمراً بعبادته وحده لا شريك له ، فإن القضاء ههنا بمعنى الأمر ، قال مجاهد { وَقَضَىٰ } يعني وصى ، وكذا قرأ أبي بن كعب وابن مسعود والضحاك بن مزاحم { ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه } ولهذا قرن بعبادته برّ الوالدين ، فقال { وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَانًا } أي وأمر بالوالدين إحساناً كقوله في الآية الأخرى { أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوَٰلِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } لقمان 14 . وقوله { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ } أي لا تسمعهما قولاً سيئاً ، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيىء { وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } أي ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح ، كما قال عطاء بن رباح في قوله { وَلاَ تَنْهَرْهُمَا } أي لا تنفض يدك عليهما ، ولما نهاه عن القول القبيح والفعل القبيح ، أمره بالقول والفعل الحسن ، فقال { وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا } أي ليناً طيباً حسناً بتأدب وتوقير وتعظيم ، { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ } أي تواضع لهما بفعلك { وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا } أي في كبرهما وعند وفاتهما ، قال ابن عباس ثم أنزل الله { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ } الآية التوبة 113 . وقد جاء في بر الوالدين أحاديث كثيرة منها الحديث المروي من طرق عن أنس وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صعد المنبر قال " آمين آمين آمين " قيل يا رسول الله علام أمنت ؟ قال " أتاني جبريل فقال يا محمد رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليك ، قل آمين ، فقلت آمين ، ثم قال رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم خرج فلم يغفر له ، قل آمين ، فقلت آمين ، ثم قال رغم أنف رجل أدرك والديه ، أو أحدهما ، فلم يدخلاه الجنة ، قل آمين ، فقلت آمين " . حديث آخر قال الإمام أحمد حدثنا هشيم ، حدثنا علي بن زيد أخبرنا زرارة بن أوفى عن مالك بن الحارث ، عن رجل منهم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من ضم يتيماً من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه ، وجبت له الجنة ألبتة ، ومن أعتق امرأ مسلماً ، كان فكاكه من النار ، يجزى بكل عضو منه عضواً منه " ثم قال حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، سمعت علي بن زيد ، فذكر معناه ، إلا أنه قال عن رجل من قومه يقال له مالك ، أو ابن مالك ، وزاد " ومن أدرك والديه ، أو أحدهما ، فدخل النار ، فأبعده الله " . حديث آخر - وقال الإمام أحمد حدثنا عفان عن حماد بن سلمة ، حدثنا علي بن زيد عن زرارة بن أوفى عن مالك بن عمرو القشيري ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من أعتق رقبة مسلمة ، فهي فداؤه من النار ، فإن كل عظم من عظامه محررة بعظم من عظامه ، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له ، فأبعده الله عز وجل ، ومن ضم يتيماً من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله ، وجبت له الجنة " . حديث آخر - قال الإمام أحمد حدثنا حجاج ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن قتادة ، سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن أبي بن مالك القشيري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " من أدرك والديه أو أحدهما ، ثم دخل النار من بعد ذلك ، فأبعده الله وأسحقه " ، ورواه أبو داود الطيالسي عن شعبة به ، وفيه زيادات أخر . حديث آخر - قال الإمام أحمد حدثنا عفان ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " رغم أنف ، ثم رغم أنف ، ثم رغم أنف رجل أدرك أحد أبويه ، أو كليهما ، عند الكبر ، ولم يدخل الجنة " صحيح من هذا الوجه ، ولم يخرجوه ، سوى مسلم من حديث أبي عوانة وجرير وسليمان بن بلال عن سهيل به . حديث آخر - قال الإمام أحمد حدثنا ربعي بن إبراهيم - قال أحمد وهو أخو إسماعيل بن علية ، وكان يفضل على أخيه - عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ، فانسلخ ، فلم يغفر له ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر ، فلم يدخلاه الجنة " قال ربعي لا أعلمه إلا قال " أو أحدهما " ورواه الترمذي عن أحمد بن إبراهيم الدورقي عن ربعي بن إبراهيم ، ثم قال غريب من هذا الوجه . حديث آخر - قال الإمام أحمد حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل ، حدثنا أسيد بن علي عن أبيه علي بن عبيد ، عن أبي أسيل ، وهو مالك بن ربيعة الساعدي ، قال بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من الأنصار ، فقال يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به ؟ قال " نعم ، خصال أربع الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما ، فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما " ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن سليمان ، وهو ابن الغسيل ، به . حديث آخر - قال الإمام أحمد حدثنا روح ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت الغزو ، وجئتك أستشيرك ، فقال " فهل لك من أم " قال نعم ، قال " فالزمها فإن الجنة عند رجليها " ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى كمثل هذا القول ، ورواه النسائي وابن ماجه من حديث ابن جريج به . حديث آخر - قال الإمام أحمد حدثنا خلف بن الوليد حدثنا ابن عياش عن يحيــــى بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله يوصيكم بآبائكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب " وأخرجه ابن ماجه من حديث عبد الله بن عياش به . حديث آخر - قال أحمد حدثنا يونس ، حدثنا أبو عوانة عن أشعث بن سليم عن أبيه ، عن رجل من بني يربوع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته وهو يكلم الناس يقول " يد المعطي العليا ، أمك وأباك ، وأختك وأخاك ، ثم أدناك أدناك " . حديث آخر - قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي ، حدثنا عمرو بن سفيان ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر عن ليث بن أبي سليم عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلاً كان في الطواف حاملاً أمه يطوف بها ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل أديت حقها ؟ قال " لا ، ولا بزفرة واحدة " أو كما قال ، ثم قال البزار لا نعلمه يروى إلا من هذا الوجه . قلت والحسن بن أبي جعفر ضعيف ، والله أعلم .