Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 60-60)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم محرضاً على إبلاغ رسالته ، مخبراً له بأنه قد عصمه من الناس ، فإنه القادر عليهم ، وهم في قبضته ، وتحت قهره وغلبته . قال مجاهد وعروة بن الزبير والحسن وقتادة وغيرهم في قوله { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ } أي عصمك منهم ، وقوله { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِى أَرَيْنَـٰكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } الآية ، قال البخاري حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة ، عن ابن عباس { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِى أَرَيْنَـٰكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } قال هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، { وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِى ٱلقُرْءَانِ } شجرة الزقوم ، وكذا رواه أحمد وعبد الرزاق وغيرهما عن سفيان بن عيينة به . وكذا رواه العوفي عن ابن عباس . وهكذا فسر ذلك بليلة الإسراء مجاهد وسعيد ابن جبير والحسن ومسروق وإبراهيم وقتادة وعبد الرحمن بن زيد ، وغير واحد ، وقد تقدمت أحاديث الإسراء في أول السورة مستوفاة ولله الحمد والمنة . وتقدم أن ناساً رجعوا عن دينهم بعد ما كانوا على الحق ، لأنه لم تحمل قلوبهم وعقولهم ذلك ، فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ، وجعل الله ذلك ثباتاً ويقينا لآخرين ، ولهذا قال { إِلاَّ فِتْنَةً } أي اختباراً وامتحاناً ، وأما الشجرة الملعونة ، فهي شجرة الزقوم كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار ، ورأى شجرة الزقوم ، فكذبوا بذلك ، حتى قال أبو جهل عليه لعائن الله هاتوا لنا تمراً وزبداً ، وجعل يأكل من هذا بهذا ، ويقول تزقموا ، فلا نعلم الزقوم غير هذا ، حكى ذلك ابن عباس ومسروق وأبو مالك والحسن البصري ، وغير واحد ، وكل من قال إنها ليلة الإسراء ، فسره كذلك بشجرة الزقوم . وقيل المراد بالشجرة الملعونة بنو أمية ، وهو غريب ضعيف . وقال ابن جرير حدثت عن محمد بن الحسن ابن زبالة ، حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل ابن سعد ، حدثني أبي عن جدي قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكاً حتى مات ، قال وأنزل الله في ذلك { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِى أَرَيْنَـٰكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } الآية ، وهذا السند ضعيف جداً فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك ، وشيخه أيضاً ضعيف بالكلية ، ولهذا اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء ، وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ، قال لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ، أي في الرؤيا والشجرة ، وقوله { وَنُخَوِّفُهُمْ } أي الكفار بالوعيد والعذاب والنكال ، { فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا } أي تمادياً فيما هم فيه من الكفر والضلال ، وذلك من خذلان الله لهم .