Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 75-75)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى { قُلْ } يا محمد لهؤلاء المشركين بربهم ، المدعين أنهم على حق ، وأنكم على باطل { مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ } أي منا ومنكم { فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً } أي فأمهله الرحمن فيما هو فيه حتى يلقى ربه ، وينقضي أجله ، { إِمَّا ٱلعَذَابَ } يصيبه { وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ } بغتة تأتيه { فَسَيَعْلَمُونَ } حينئذ { مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً } في مقابلة ما احتجوا به من خيرية المقام وحسن الندى . قال مجاهد في قوله { فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً } فليدعه الله في طغيانه ، وهكذا قرر ذلك أبو جعفر بن جرير رحمه الله ، وهذه مباهلة للمشركين الذين يزعمون أنهم على هدى فيما هم فيه كما ذكر تعالى مباهلة اليهود في قوله { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوۤاْ إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } الجمعة 6 أي ادعوا بالموت على المبطل منا أو منكم ، إن كنتم تدعون أنكم على الحق ، فإنه لا يضركم الدعاء ، فنكلوا عن ذلك ، وقد تقدم تقرير ذلك في سورة البقرة مبسوطاً ، ولله الحمد ، وكما ذكر تعالى المباهلة مع النصارى في سورة آل عمران حين صمموا على الكفر ، واستمروا على الطغيان والغلو في دعواهم أن عيسى ولد الله ، وقد ذكر الله حججه وبراهينه على عبودية عيسى ، وأنه مخلوق كآدم ، قال تعالى بعد ذلك { فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَـٰذِبِينَ } آل عمران 61 فنكلوا أيضاً عن ذلك .