Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 109-112)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى { يَوْمَئِذٍ } أي يوم القيامة { لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ } أي عنده { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً } كقوله { مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } البقرة 255 ، وقوله { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } النجم 26 ، وقال { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } . وقال { وَلاَ تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } ، وقال { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } النبأ 38 . وفي " الصحيحين " من غير وجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم ، وأكرم الخلائق على الله عز وجل أنه قال " آتي تحت العرش ، وأخر لله ساجداً ، ويفتح علي بمحامد لا أحصيها الآن ، فيدعني ما شاء أن يدعني ، ثم يقول يا محمد ارفع رأسك ، وقل تسمع ، واشفع تشفع قال - فيحد لي حداً ، فأدخلهم الجنة ثم أعود " فذكر أربع مرات ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء . وفي الحديث أيضاً " يقول تعالى أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان ، فيخرجون خلقاً كثيراً ، ثم يقول أخرجوا من النار من كان في قلبه نصف مثقال من إيمان ، أخرجوا من النار من كان في قلبه ما يزن ذرة ، من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان " الحديث . وقوله { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } أي يحيط علماً بالخلائق كلهم { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } كقوله { وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ } البقرة 255 . وقوله { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَىِّ ٱلْقَيُّومِ } قال ابن عباس وغير واحد خضعت وذلت واستسلمت الخلائق لجبارها الحي الذي لا يموت ، القيوم الذي لا ينام ، وهوقيم على كل شيء يدبره ويحفظه ، فهو الكامل في نفسه ، الذي كل شيء فقير إليه ، لا قوام له إلا به . وقوله { وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } أي يوم القيامة ، فإن الله سيؤدي كل حق إلى صاحبه ، حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء ، وفي الحديث " يقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم " وفي الصحيح " إياكم والظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، والخيبة كل الخيبة من لقي الله وهو به مشرك ، فإن الله تعالى يقول إن الشرك لظلم عظيم " وقوله { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } لما ذكر الظالمين ووعيدهم ، ثنى بالمتقين وحكمهم ، وهو أنهم لا يظلمون ولا يهضمون ، أي لا يزاد في سيئاتهم ، ولا ينقص من حسناتهم ، قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة وغير واحد ، فالظلم الزيادة بأن يحمل عليه ذنب غيره ، والهضم النقص .