Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 115-122)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا أسباط بن محمد ، حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال إنما سمي الإنسان لأنه عهد إليه فنسي ، وكذا رواه علي بن أبي طلحة عنه . وقال مجاهد والحسن ترك . وقوله { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَِدَمَ } يذكر تعالى تشريف آدم ، وتكريمه ، وما فضله به على كثير ممن خلق تفضيلاً ، وقد تقدم الكلام على هذه القصة في سورة البقرة وفي الأعراف وفي الحجر والكهف ، وسيأتي في آخر سورة " ص " يذكر تعالى فيها خلق آدم ، وأمره الملائكة بالسجود له تشريفاً وتكريماً ، ويبين عداوة إبليس لبني آدم ولأبيهم قديماً ، ولهذا قال تعالى { فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ } أي امتنع واستكبر { فَقُلْنَا يَٰأَدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِك } يعني حواء عليهما السلام { فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ } أي إياك أن تسعى في إخراجك منها ، فتتعب وتعنى وتشقى في طلب رزقك ، فإنك ههنا في عيش رغيد هنيء بلا كلفة ولا مشقة { إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَىٰ } إنما قرن بين الجوع والعري لأن الجوع ذل الباطن ، والعري ذل الظاهر ، { وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحَىٰ } وهذان أيضاً متقابلان ، فالظمأ حر الباطن وهو العطش ، والضحى حر الظاهر . وقوله { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَـٰنُ قَالَ يَٰأَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } قد تقدم أنه دلاهما بغرور { وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ } الأعراف 21 وقد تقدم أن الله تعالى عهد إلى آدم وزوجه أن يأكلا من كل الثمار ، ولا يقربا هذه الشجرة المعينة في الجنة ، فلم يزل بهما إبليس حتى أكلا منها ، وكانت شجرة الخلد ، يعني التي من أكل منها ، خلد ودام مكثه ، وقد جاء في الحديث ذكر شجرة الخلد ، فقال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن أبي الضحاك ، سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها ، وهي شجرة الخلد " ورواه الإمام أحمد . وقوله { فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَٰتُهُمَا } قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين بن إشكاب ، حدثنا علي بن عاصم عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله خلق آدم رجلاً طوالاً كثير شعر الرأس ، كأنه نخلة سحوق ، فلما ذاق الشجرة ، سقط عنه لباسه ، فأول ما بدا منه عورته ، فلما نظر إلى عورته ، جعل يشتد في الجنة ، فأخذت شعره شجرة ، فنازعها ، فناداه الرحمن يا آدم مني تفر ؟ فلما سمع كلام الرحمن قال يا رب لا ، ولكن استحياء ، أرأيت إن تبت ورجعت أعائدي إلى الجنة ؟ قال نعم " فذلك قوله { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ } البقرة 37 وهذا منقطع بين الحسن وأبي بن كعب ، فلم يسمعه منه ، وفي رفعه نظر أيضاً . وقوله { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } قال مجاهد يرقعان كهيئة الثوب ، وكذا قال قتادة والسدي . وقال ابن أبي حاتم حدثنا جعفر بن عون ، حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ } قال ينزعان ورق التين ، فيجعلانه على سوآتهما . وقوله { وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ثُمَّ ٱجْتَبَـٰهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ } قال البخاري حدثنا قتيبة ، حدثنا أيوب بن النجار عن يحيـى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " حاج موسى آدم ، فقال له أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم ، قال آدم يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ، أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني ، أو قدره الله عليّ قبل أن يخلقني ؟ - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فحج آدم موسى " ، وهذا الحديث له طرق في " الصحيحين " وغيرهما من المسانيد . وقال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني أنس بن عياض عن الحارث بن أبي ذُبَابَ ، عن يزيد بن هرمز قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " احتج آدم وموسى عند ربهما ، فحج آدم موسى ، قال موسى أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك في جنته ، ثم أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك ، قال آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكلامه ، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء ، وقربك نجياً ، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق ؟ قال موسى بأربعين عاماً ، قال آدم فهل وجدت فيها وعصى آدم ربه فغوى ؟ قال نعم ، قال أفتلومني على أن عملت عملاً كتب الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى " ، قال الحارث وحدثني عبد الرحمن بن هرمز بذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم