Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 80-82)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يذكر تعالى نعمه على بني إسرائيل العظام ومننه الجسام ، حيث أنجاهم من عدوهم فرعون ، وأقر أعينهم منه ، وهم ينظرون إليه وإلى جنده قد غرقوا في صبيحة واحدة ، لم ينج منهم أحد ، كما قال { وَأَغْرَقْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } البقرة 50 وقال البخاري حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا شعبة ، حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وجد اليهود تصوم عاشوراء ، فسألهم فقالوا هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى على فرعون ، فقال " نحن أولى بموسى ، فصوموه " رواه مسلم أيضاً في " صحيحه " . ثم إنه تعالى واعد موسى وبني إسرائيل بعد هلاك فرعون إلى جانب الطور الأيمن ، وهو الذي كلمه الله تعالى عليه ، وسأل فيه الرؤية ، وأعطاه التوراة هنالك ، وفي غضون ذلك عبد بنو إسرائيل العجل كما يقصه الله تعالى قريباً ، وأما المن والسلوى ، فقد تقدم الكلام على ذلك في سورة البقرة وغيرها ، فالمن حلوى كانت تنزل عليهم من السماء ، والسلوى طائر يسقط عليهم فيأخذون من كل قدر الحاجة إلى الغد ، لطفاً من الله ورحمة بهم وإحساناً إليهم ، ولهذا قال تعالى { كُلُواْ مِن طَيِّبَـٰتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى } أي كلوا من هذا الرزق الذي رزقتكم ، ولا تطغوا في رزقي فتأخذوه من غير حاجة ، وتخالفوا ما أمرتكم به { فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى } أي أغضب عليكم { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَىٰ } قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما أي فقد شقي . وقال شفي بن مانع إن في جهنم قصراً يرمى الكافر من أعلاه ، فيهوي في جهنم أربعين خريفاً قبل أن يبلغ الصلصال ، وذلك قوله { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَىٰ } رواه ابن أبي حاتم . وقوله { وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحَاً } أي كل من تاب إلي ، تبت عليه من أي ذنب كان ، حتى إنه تاب تعالى على من عبد العجل من بني إسرائيل . وقوله تعالى { تَابَ } أي رجع عما كان فيه من كفر أو شرك أو معصية أو نفاق . وقوله { وَآمَنَ } أي بقلبه . { وَعَمِلَ صَـٰلِحاً } أي بجوارحه . وقوله { ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي ثم لم يشكك . وقال سعيد بن جبير { ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } أي استقام على السنة والجماعة ، وروي نحوه عن مجاهد والضحاك وغير واحد من السلف . وقال قتادة { ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } أي لزم الإسلام حتى يموت . وقال سفيان الثوري { ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } أي علم أن لهذا ثواباً ، وثم ههنا لترتيب الخبر على الخبر ، كقوله { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } البلد 17 .