Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 70-70)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن كمال علمه بخلقه ، وأنه محيط بما في السموات وما في الأرض ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض و لا في السماء ، و لا أصغر من ذلك ولا أكبر ، وأنه تعالى علم الكائنات كلها قبل وجودها ، وكتب ذلك في كتابه اللوح المحفوظ ، كما ثبت في " صحيح مسلم " عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء " وفي السنن من حديث جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أول ما خلق الله القلم ، قال له اكتب ، قال وما أكتب ؟ قال اكتب ما هو كائن ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة " وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة ، حدثنا ابن بكير ، حدثني عطاء بن دينار ، حدثني سعيد بن جبير قال قال ابن عباس خلق الله اللوح المحفوظ كمسيرة مائة عام ، وقال للقلم قبل أن يخلق الخلق ، وهو على العرش تبارك وتعالى اكتب ، فقال القلم وما أكتب ؟ قال علمي في خلقي إلى يوم الساعة ، فجرى القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم القيامة ، فذلك قوله للنبي صلى الله عليه وسلم { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } وهذا من تمام علمه تعالى أنه علم الأشياء قبل كونها ، وقدرها وكتبها أيضاً ، فما العباد عاملون قد علمه تعالى قبل ذلك على الوجه الذي يفعلونه ، فيعلم قبل الخلق أن هذا يطيع باختياره ، وهذا يعصي باختياره ، وكتب ذلك عنده وأحاط بكل شيء علماً ، وهو سهل عليه يسير لديه ، ولهذا قال تعالى { إِنَّ ذٰلِكَ فِى كِتَـٰبٍ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } .