Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 71-72)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن المشركين فيما جهلوا وكفروا وعبدوا من دون الله ما لم ينزل به سلطاناً ، يعني حجة وبرهاناً كقوله { وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا ءَاخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَـٰفِرُونَ } المؤمنون 117 ولهذا قال ههنا { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَـٰناً وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ } أي ولا علم لهم فيما اختلقوه وائتفكوه ، وإنما هو أمر تلقوه عن آبائهم وأسلافهم بلا دليل ولا حجة ، وأصله مما سول لهم الشيطان ، وزينه لهم ، ولهذا توعدهم تعالى بقوله { وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ } أي من ناصر ينصرهم من الله فيما يحل بهم من العذاب والنكال ، ثم قال { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُنَا بَيِّنَاتٍ } أي وإذا ذكرت لهم آيات القرآن ، والحجج والدلائل الواضحات على توحيد الله ، وأنه لا إله إلا هو ، وأن رسله الكرام حق وصدق { يَكَـٰدُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُنَا } أي يكادون يبادرون الذين يحتجون عليهم بالدلائل الصحيحة من القرآن ، ويبسطون إليهم أيديهم وألسنتهم بالسوء { قُلْ } أي يا محمد لهؤلاء { أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي النار وعذابها ونكالها أشد وأشق وأطم وأعظم مما تخوفون به أولياء الله المؤمنين في الدنيا ، وعذاب الآخرة على صنيعكم هذا أعظم مما تنالون منهم إن نلتم بزعمكم وإرادتكم ، وقوله { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } أي وبئس النار مقيلاً ومنزلاً ومرجعاً وموئلاً ومقاماً { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } الفرقان 66 .