Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 73-74)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى منبهاً على حقارة الأصنام وسخافة عقول عابديها { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ } أي لما يعبده الجاهلون بالله المشركون به { فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ } أي أنصتوا وتفهموا { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ } أي لو اجتمع جميع ما تعبدون من الأصنام والأنداد على أن يقدروا على خلق ذباب واحد ، ما قدروا على ذلك . كما قال الإمام أحمد حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا شريك عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة مرفوعاً قال " ومن أظلم ممن خلق خلقاً كخلقي ؟ فليخلقوا مثل خلقي ذرة ، أو ذبابة ، أو حبة " . وأخرجه صاحبا " الصحيح " من طريق عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " قال الله عز وجل ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ؟ فليخلقوا ذرة ، فليخلقوا شعيرة " ، ثم قال تعالى أيضاً { وَإِن يَسْلُبْهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ } أي هم عاجزون عن خلق ذباب واحد ، بل أبلغ من ذلك عاجزون عن مقاومته والانتصار منه لو سلبها شيئاً من الذي عليها من الطيب ، ثم أرادت أن تستنقذه منه ، لما قدرت على ذلك ، هذا والذباب من أضعف مخلوقات الله وأحقرها ، ولهذا قال { ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلْمَطْلُوبُ } قال ابن عباس الطالب الصنم ، والمطلوب الذباب ، واختاره ابن جرير ، وهو ظاهر السياق . وقال السدي وغيره الطالب العابد ، والمطلوب الصنم ، ثم قال { مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } أي ما عرفوا قدر الله وعظمته حين عبدوا معه غيره من هذه التي لا تقاوم الذباب لضعفها وعجزها { إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ } أي هو القوي الذي بقدرته وقوته خلق كل شيء { وَهُوَ ٱلَّذِى يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } الروم 27 { 1649إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ } البروج 12 ــــ 13 { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } الذاريات 58 . وقوله { عَزِيزٌ } أي قد عز كل شيء ، فقهره وغلبه ، فلا يمانع ولا يغالب لعظمته وسلطانه ، وهو الواحد القهار .