Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 14-15)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةِ } أيها الخائضون في شأن عائشة ، بأن قبل توبتكم وإنابتكم إليه في الدنيا ، وعفا عنكم لإيمانكم بالنسبة إلى الدار الآخرة { لَمَسَّكُمْ فِى مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ } من قضية الإفك { عَذَابٌ عَظِيمٌ } وهذا فيمن عنده إيمان رزقه الله بسببه التوبة إليه ، كمسطح وحسان وحمنة بنت جحش أخت زينت بنت جحش ، فأما من خاض فيه من المنافقين كعبد الله بن أبي ابن سلول وأضرابه ، فليس أولئك مرادين في هذه الآية لأنه ليس عندهم من الإيمان والعمل الصالح ما يعادل هذا ، ولا ما يعارضه ، وهكذا شأن ما يرد من الوعيد على فعل معين يكون مطلقاً مشروطاً بعدم التوبة ، أو ما يقابله من عمل صالح يوازنه ، أو يرجح عليه . ثم قال تعالى { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } قال مجاهد وسعيد بن جبير أي يرويه بعضكم عن بعض ، يقول هذا سمعته من فلان ، وقال فلان كذا ، وذكر بعضهم كذا ، وقرأ آخرون { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } وفي " صحيح البخاري " عن عائشة أنها كانت تقرؤها كذلك ، وتقول هو من ولق اللسان ، يعني الكذب الذي يستمر صاحبه عليه ، تقول العرب ولق فلان في السير إذا استمر فيه ، والقراءة الأولى أشهر ، وعليها الجمهور ، ولكن الثانية مروية عن أم المؤمنين عائشة . قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو أسامة عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن عائشة أنها كانت تقرأ { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ } وتقول إنما هو ولق القول . ــــ والولق الكذب ــــ . قال ابن أبي مليكة هي أعلم به من غيرها . وقوله تعالى { وَتَقُولُونَ بِأَفْوَٰهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } أي تقولون ما لا تعلمون ، ثم قال تعالى { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } أي تقولون ما تقولون في شأن أم المؤمنين ، وتحسبون ذلك يسيراً سهلاً ، ولو لم تكن زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لما كان هيناً ، فكيف وهي زوجة النبي الأمي خاتم الأنبياء وسيد المرسلين ؟ فعظيم عند الله أن يقال في زوجة رسوله ما قيل فإن الله سبحانه وتعالى يغار لهذا ، وهو سبحانه وتعالى لا يقدّر على زوجة نبي من الأنبياء ذلك ، حاشا وكلا ، ولما لم يكن ذلك ، فكيف يكون هذا في سيدة نساء الأنبياء ، وزوجة سيد ولد آدم على الإطلاق في الدنيا والآخرة ؟ ولهذا قال تعالى { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } وفي " الصحيحين " " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يدري ما تبلغ ، يهوي بها في النار أبعد مما بين السماء والأرض " وفي رواية " لا يلقي لها بالاً " .