Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 16-18)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا تأديب آخر بعد الأول الآمر بظن الخير ، أي إذا ذكر ما لا يليق من القول في شأن الخيرة فأولى ينبغي الظن بهم خيراً ، وأن لا يشعر نفسه سوى ذلك ، ثم إن علق بنفسه شيء من ذلك ، وسوسة أو خيالاً ، فلا ينبغي أن يتكلم به ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل " أخرجاه في الصحيحين . وقال الله تعالى { وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا } أي ما ينبغي لنا أن نتفوه بهذا الكلام ، ولا نذكره لأحد { سُبْحَـٰنَكَ هَـٰذَا بُهْتَـٰنٌ عَظِيمٌ } أي سبحان الله أن يقال هذا الكلام على زوجة رسوله ، وحليلة خليله . ثم قال تعالى { يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً } أي ينهاكم الله متوعداً أن يقع منكم ما يشبه هذا أبداً ، أي فيما يستقبل ، فلهذا قال { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي إن كنتم تؤمنون بالله وشرعه ، وتعظمون رسوله صلى الله عليه وسلم فأما من كان متصفاً بالكفر ، فذاك حكم آخر ، ثم قال تعالى { وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأَيَـٰتِ } أي يوضح لكم الأحكام الشرعية والحكم القدرية ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } أي عليم بما يصلح عباده ، حكيم في شرعه وقدره .