Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 75-77)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر تعالى من أوصاف عباده المؤمنين ما ذكر من الصفات الجميلة ، والأقوال والأفعال الجليلة ، قال بعد ذلك كله { أُوْلَـٰئِكَ } أي المتصفون بهذه { يُجْزَوْنَ } يوم القيامة { ٱلْغُرْفَةَ } وهي الجنة ، قال أبو جعفر الباقر وسعيد بن جبير والضحاك والسدي سميت بذلك لا رتفاعها { بِمَا صَبَرُواْ } أي على القيام بذلك { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا } أي في الجنة { تَحِيَّةً وَسَلَـٰماً } أي يبتدرون فيها بالتحية والإكرام ، ويلقون التوقير والاحترام ، فلهم السلام وعليهم السلام ، فإن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار . وقوله تعالى { خَـٰلِدِينَ فِيهَا } أي مقيمين لا يظعنون ولا يحولون ولا يموتون ولا يزولون عنها ، ولا يبغون عنها حولاً ، كما قال تعالى { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِى ٱلْجَنَّةِ خَـٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ } هود 108 الآية . وقوله تعالى { حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } أي حسنت منظراً ، وطابت مقيلاً ومنزلاً ، ثم قال تعالى { قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى } أي لا يبالي ، ولا يكترث بكم إذا لم تعبدوه ، فإنه إنما خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه ويسبحوه بكرة وأصيلاً . قال مجاهد وعمرو بن شعيب { قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى } يقول ما يفعل بكم ربي . وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله { قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى } الآية ، يقول لولا إيمانكم . وأخبر تعالى الكفار أنه لا حاجة له بهم ، إذ لم يخلقهم مؤمنين ، ولو كان له بهم حاجة ، لحبب إليهم الإيمان كما حببه إلى المؤمنين . وقوله تعالى { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } أيها الكافرون { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } أي فسوف يكون تكذيبكم لزاماً لكم ، يعني مقتضياً لعذابكم وهلاككم ودماركم في الدنيا والآخرة ، ويدخل في ذلك يوم بدر كما فسره بذلك عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب ومحمد بن كعب القرظي ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم . وقال الحسن البصري { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } أي يوم القيامة ، ولا منافاة بينهما .