Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 165-175)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما نهاهم نبي الله عن ارتكاب الفواحش ، وغشيانهم الذكور ، وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهن الله لهم ، ما كان جوابهم له إلا أن قالوا { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يٰلُوطُ } أي عما جئتنا به { لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُخْرَجِينَ } أي ننفيك من بين أظهرنا كما قال تعالى { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } النمل 56 فلما رأى أنهم لا يرتدعون عما هم فيه ، وأنهم مستمرون على ضلالتهم ، تبرأ منهم ، وقال { إِنِّى لِعَمَلِكُمْ مِّنَ ٱلْقَـٰلِينَ } أي المبغضين ، لا أحبه ، ولا أرضى به ، وإني بريء منكم ، ثم دعا الله عليهم فقال { رَبِّ نَّجِنِى وَأَهْلِى مِمَّا يَعْمَلُونَ } قال الله تعالى { فَنَجَّيْنَـٰهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ } أي كلهم { إِلاَّ عَجُوزاً فِى ٱلْغَـٰبِرِينَ } وهي امرأته ، وكانت عجوز سوء ، بقيت فهلكت مع من بقي من قومها ، وذلك كما أخبر الله تعالى عنهم في سورة الأعراف وهود ، وكذا في الحجر ، حين أمره الله أن يسري بأهله إلا امرأته ، وأنهم لا يلتفتوا إذا سمعوا الصيحة حين تنزل على قومه ، فصبروا لأمر الله واستمروا ، وأنزل الله على أولئك العذاب الذي عم جميعهم ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود ، ولهذا قال تعالى { ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلأَخَرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ ٱلْمُنذَرِينَ } ــــ إلى قوله ــــ { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } .