Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 176-180)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هؤلاء ــــ يعني أصحاب الأيكة ــــ هم أهل مدين على الصحيح ، وكان نبي الله شعيب من أنفسهم ، وإنما لم يقل ههنا أخوهم شعيب لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة ، وهي شجرة ، وقيل شجر ملتف كالغيضة كانوا يعبدونها ، فلهذا لما قال كذب أصحاب الآيكة المرسلين ، لم يقل إذ قال لهم أخوهم شعيب ، وإنما قال { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ } فقطع نسب الأخوة بينهم للمعنى الذي نسبوا إليه ، وإن كان أخاهم نسباً . ومن الناس من لم يفطن لهذه النكتة ، فظن أن أصحاب الآيكة غير أهل مدين ، فزعم أن شعيباً عليه السلام بعثه الله إلى أمتين ، ومنهم من قال ثلاث أمم . وقد روى إسحاق بن بشر الكاهلي ــــ وهو ضعيف ــــ حدثني ابن السدي عن أبيه ، وزكريا بن عمر عن خصيف عن عكرمة ، قالا ما بعث الله نبياً مرتين إلا شعيباً ، مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة ، ومرة إلى أصحاب الآيكة ، فأخذهم الله تعالى بعذاب يوم الظلة ، وروى أبو القاسم البغوي عن هدبة عن همام عن قتادة في قوله تعالى { وَأَصْحَـٰبُ ٱلرَّسِّ } الفرقان 38 قوم شعيب . وقوله { وَأَصْحَـٰبُ ٱلأَيْكَةِ } ق 14قوم شعيب ، وقاله إسحاق بن بشر . وقال غير جويبر أصحاب الأيكة ومدين هما واحد ، والله أعلم . وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة شعيب من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبيه عن معاوية بن هشام عن هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان ، بعث الله إليهما شعيباً النبي عليه السلام " وهذا غريب ، وفي رفعه نظر ، والأشبه أن يكون موقوفاً ، والصحيح أنهم أمة واحدة ، وصفوا في كل مقام بشيء ، ولهذا وعظ هؤلاء ، وأمرهم بوفاء المكيال والميزان ، كما في قصة مدين سواء بسواء ، فدل ذلك على أنهما أمة واحدة .