Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 78-82)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني لا أعبد إلا الذي يفعل هذه الأشياء { ٱلَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ } أي هو الخالق الذي قدر قدراً ، وهدى الخلائق إليه ، فكل يجري على ما قدر له ، وهو الذي يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء { وَٱلَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ } أي هو خالقي ورازقي بما سخر ويسر من الأسباب السماوية والأرضية ، فساق المزن ، وأنزل الماء وأحيا به الأرض ، وأخرج به من كل الثمرات رزقاً للعباد ، وأنزل الماء عذباً زلالاً يسقيه مما خلق أنعاماً وأناسي كثيراً . وقوله { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أسند المرض إلى نفسه ، وإن كان عن قدر الله وقضائه وخلقه ، ولكن أضافه إلى نفسه أدباً ، كما قال تعالى آمراً للمصلي أن يقول { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } الفاتحة 6 إلى آخر السورة ، فأسند الإنعام والهداية إلى الله تعالى ، والغضب حذف فاعله أدباً ، وأسند الضلال إلى العبيد ، كما قالت الجن { وَأَنَّا لاَ نَدْرِىۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى ٱلأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } الجن 10 وكذا قال إبراهيم { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أي إذا وقعت في مرض ، فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدر من الأسباب الموصلة إليه ، { وَٱلَّذِى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ } أي هو الذي يحيي ويميت ، لا يقدر على ذلك أحد سواه ، فإنه هو الذي يبدىء ويعيد { وَٱلَّذِىۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيۤئَتِى يَوْمَ ٱلدِّينِ } أي لا يقدر على غفران الذنوب في الدنيا والآخرة إلا هو ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ؟ وهو الفعال لما يشاء .