Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 10-11)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يبين سبحانه بهذا قدرته العظيمة على خلق السموات والأرض ، وما فيهما وما بينهما ، فقال تعالى { خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ } قال الحسن وقتادة ليس لها عمد مرئية ، ولا غير مرئية . وقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد ، لها عمد لا ترونها ، وقد تقدم تقرير هذه المسألة في أول سورة الرعد بما أغنى عن إعادته ، { وَأَلْقَىٰ فِى ٱلأَرْضِ رَوَاسِىَ } يعني الجبال أرست الأرض وثقلتها لئلا تضطرب بأهلها على وجه الماء ، ولهذا قال { أَن تَمِيدَ بِكُمْ } أي لئلا تميد بكم . وقوله تعالى { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ } أي وذرأ فيها من أصناف الحيوانات مما لا يعلم عدد أشكالهاوألوانها إلا الذي خلقها ، ولما قرر سبحانه أنه الخالق ، نبه على أنه الرازق بقوله { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } أي من كل زوج من النبات كريم ، أي حسن المنظر . وقال الشعبي والناس أيضاً من نبات الأرض ، فمن دخل الجنة ، فهو كريم ، ومن دخل النار ، فهو لئيم . وقوله تعالى { هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ } أي هذا الذي ذكره الله تعالى من خلق السموات والأرض وما بينهما ، صادر عن فعل الله وخلقه وتقديره ، وحده لا شريك له في ذلك ، ولهذا قال تعالى { فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } ؟ أي مما تعبدون وتدعون من الأصنام والأنداد ، { بَلِ ٱلظَّـٰلِمُونَ } يعني المشركين بالله ، العابدين معه غيره { فِى ضَلَـٰلٍ } أي جهل وعمى { مُّبِينٍ } أي واضح ظاهر لا خفاء به .