Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 29-30)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-ʿaẓīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى أنه { يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ } يعني يأخذ منه في النهار ، فيطول ذاك ، ويقصر هذا ، وهذا يكون زمن الصيف ، يطول النهار إلى الغاية ، ثم يشرع في النقص فيطول الليل ويقصر النهار ، وهذا يكون في الشتاء ، { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِىۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } قيل إلى غاية محدودة ، وقيل إلى يوم القيامة ، وكلا المعنيين صحيح ، ويستشهد للقول الأول بحديث أبي ذر رضي الله عنه الذي في " الصحيحين " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه الشمس ؟ " قلت الله ورسوله أعلم . قال " فإنها تذهب فتسجد تحت العرش ، ثم تستأذن ربها ، فيوشك أن يقال لها ارجعي من حيث جئت " وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا أبو صالح ، حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس أنه قال الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها ، فإذا غربت جرت بالليل في فلكها تحت الأرض حتى تطلع من مشرقها ، قال وكذلك القمر ، إسناده صحيح . وقوله { وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } كقوله { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } الحج 70 ومعنى هذا أنه تعالى الخالق العالم بجميع الأشياء ، كقوله تعالى { ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ } الطلاق 12 الآية . وقوله تعالى { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَـٰطِلُ } أي إنما يظهر لكم آياته لتستدلوا بها على أنه الحق ، أي الموجود الحق الإله الحق ، وأن كل ما سواه ، باطل ، فإنه الغني عما سواه وكل شيء فقير إليه لأن كل ما في السموات والأرض الجميع خلقه وعبيده ، لا يقدر أحد منهم على تحريك ذرة إلا بإذنه ، ولو اجتمع كل أهل الأرض على أن يخلقوا ذباباً ، لعجزوا عن ذلك ، ولهذا قال تعالى { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَـٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ } أي العلي الذي لا أعلى منه ، الكبير الذي هو أكبر من كل شيء ، فكل خاضع حقير بالنسبة إليه .